انتصار الموصل انتصار خليجي
الهزيمة النكراء الغالية الثمن، التي أنزلها الجيش العراقي وبقية القوى المحاربة معه، بجموع «داعش» الإرهابية، بمثابة هدية لا تقدر بثمن لاستقرار شعوب المنطقة وأمن البلدان المجاورة للعراق وللعالم بأسره.
![خليل علي حيدر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/979_1666464911.jpg)
كما صرح رئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي "أن العراق والكويت نجحا كدولتين في تحويل العلاقة بينهما إلى مثال يحتذى في المنطقة، وأن يعملا على إعادة التوازن إلى تلك العلاقات". وأضاف د. العبادي أنه "على الرغم من أن النظام السابق حاول أن تكون علاقاتنا بالكويت علاقة دموية تعسفية، لكننا ولله الحمد، نجحنا اليوم كدولتين في أن نحول تلك العلاقة إلى مثال يحتذى، وقد نجحنا في ذلك إلى درجة كبيرة". (الجريدة، 28/ 6/ 2017). ومما أشار إليه كذلك سعادة السفير "الزمانان"، أن الكويت لم تدخر أي جهد في سبيل مساعدة العراق وشعبه في المجالات كافة، مشيرا إلى "إنجازات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية المتمثلة بإنشاء 23 مدرسة نموذجية في عدد من المحافظات العراقية، إضافة إلى المنحة الكويتية المخصصة لبناء مستشفى الجراحة في البصرة والذي وصل إلى مرحلة متقدمة من الإنجاز".ومن بين مستلزمات تطبيع وتطوير العلاقات بين الشعبين الكويتي والعراقي في اعتقادي، الاهتمام ببناء روابط من الثقة والود، والحرص الكامل على عدم تشويه صورة الطرف المقابل في وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية، ولربما حان الوقت وبشكل ملح لأن نخفف تماماً أو نوقف عرض الأعمال المسرحية والمقاطع الغنائية الساخرة التي تم تأليفها وإعدادها وتمثيلها بعد الغزو عام 1990 وجرائم عدوان النظام السابق، والتي لم يعد عرضها يخدم أجواء العلاقات الجديدة. فقد عبرت هذه الأعمال لدى إعدادها عن مشاعر الكويتيين عامة والإخوة الفنانين خاصة نحو بلادهم، وللتنديد بتلك الجرائم والتعبئة ضدها، ولا شك أن هذه الأعمال الفنية ستوثق تلك التجربة التاريخية المريرة، كما أن الشعب الكويتي سيحتفظ لكل الفنانين الذين ساهموا فيها بالعرفان والتقدير، غير أننا ندخل اليوم نهايات العقد الثالث من ذكرى الغزو والعدوان، كما اختفى ذلك النظام المستبد الشرس الذي أذاق العراقيين والإيرانيين والكويتيين صنوف الحرب والتعذيب، وكان لدولة الكويت على وجه الخصوص الدور التاريخي المعروف في تسهيل إسقاطه، وإنقاذ الشعب العراقي من ويلاته، فبدأت بعدها صفحة جديدة من العلاقات السياسية والدبلوماسية عام 2004، وظهرت أخطار جديدة تهدد البلدين معاً، بل يشمل خطرها الدول الخليجية وكل دول العالم، وعلى رأسها خطر الإرهاب.هناك جيل كويتي جديد لم يعش تجربة الاحتلال ولكنه سيشهد هذه الأعمال المنتجة غنائيا ومسرحياً ضد نظام صدام وأعوانه، ونحن نعلم مع الجميع أن ذلك النظام المجرم قد دفع غالياً ثمن جريمته البشعة، وأن الشعب العراقي كله قد سدد مبالغ هائلة كتعويضات مالية بمليارات الدولارات مقابل خسائر الحكومة الكويتية والشركات والأفرد، وبالتالي لا بد من العودة بهذه العلاقات بين الشعبين على كل صعيد إلى أوضاعها الطبيعية، كما عادت مثلا في أوروبا إلى حالتها العادية بين فرنسا وألمانيا أو اليابان والولايات المتحدة أو غيرها.سيبقى العراق مهما كانت طبيعة العلاقة معه دولة بالغة الأهمية في جوار الكويت، كما أن المخاطر الأمنية والسياسية التي تهدده وعلى رأسها حالياً ومنذ سنوات التنظيمات الإرهابية، تهدد الكويت كذلك، ولا بد لنا كذلك أن نبحث دائماً عن محاولات التعاون وتطبيع العلاقات وتقوية الروابط الإنسانية إلى جانب الاهتمامات الأمنية والسياسية والاقتصادية.