منذ بداية الحرب في اليمن كتبت عن أهمية العمل الإغاثي، وتخفيف الآثار السلبية المتوقعة خلال تلك الحرب، الأمور الآن تطورت وتشعبت ودخلنا مرحلة جديدة من كارثة إنسانية لا تنتمي إلى دفاتر هذا العصر، ولا أعرف كيف سيفسرها البشر بعد مئة سنة، تلك الكارثة ملخصها انتشار وباء الكوليرا في العاصمة صنعاء وتوقع وصول عدد المصابين بهذا المرض إلى 300 ألف نسمة في شهر سبتمبر القادم.إن مسار الحرب يسير في اتجاه، ووباء الكوليرا في مسار آخر، فهل ستمنع الجبال انتقال العدوى إلى الجنوب لكي يتوحد اليمنيون تحت راية الموت، هذا الوباء يقع في جنوب الجزيرة، وهو يكبر ويتنامى في اتجاه معاكس لمستوى الخدمات الصحية، كما أن دول التحالف العربي ومعها القيادة اليمنية ما زالوا بعيدين عن العاصمة صنعاء التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، إذا ما الحل؟
ربما يكون التدخل الأممي تحت مظلة الأمم المتحدة وبواسطة إحدى منظماتها الإغاثية والطبية هو الطريقة الوحيدة المقبولة من جميع أطراف النزاع، بغرض محاصرة الوباء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدنيين، وغير ذلك فعلينا توقع انتشار الموت في كل مكان حتى يموت الشخص ولا يجد من يدفنه.إنه لأمر محزن حقا أن تحصل هذه الكارثة أصلا، وأن تحصل في عصرنا هذا وفي مكاننا هذا، ونحن نقف عاجزين عن المساعدة بأي شيء غير الدعاء والتمني والمناشدة.
مقالات
الأغلبية الصامتة: اليمن في زمن الكوليرا
06-07-2017