يتندر الكثيرون داخل حزب "الوفد"، أحد أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر، على المصير الذي آل إليه رئيسه، د. السيد البدوي، وهو يقف وحيدا بين كتلتين متعارضتين داخل الحزب، لا يستطيع أن يرضي أيا منهما.

البدوي، الذي يبدو موزعا بين حزبه وأعماله التجارية، ويرأس مجلس إدارة شبكة تلفزيون "الحياة"، ورئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة "سيجما للصناعات الدوائية"، لم يعد يعيش أياما هادئة، ليس في حزبه الملقب بـ"بيت الأمة"، ولا حتى في قناته الفضائية، التي تم تسويد شاشتها منذ أيام، وقيل إنها غارقة في الديون لمدينة الإنتاج الإعلامي.

Ad

فمنذ تصويت البرلمان المصري على اتفاق "ترسيم الحدود البحرية" مع السعودية، أواخر يونيو الماضي، وهو التصويت الذي غير كثيرا من ملامح الخريطة السياسية المصرية، على ما يبدو، زاد الانقسام الحاد بين المصريين، بشأن هذه الاتفاقية التي حظرها حكم نهائي وبات من المحكمة الإدارية العليا، 16 يناير 2016، الأمر الذي ذاق مرارته حزب "الوفد"، ورئيسه خلال الأيام الماضية.

ورغم أن نوابا وفديين دافعوا عن الاتفاقية في البرلمان، وشاركوا في اجتماعات لجان مررتها، مثل رئيس اللجنة التشريعية القيادي الوفدي بهاء أبوشقة، فإن الهيئة العليا للحزب أصدرت بيانا منتصف يونيو الماضي، جاء فيه أن بيت الخبرة الوفدي رأى أن الجزيرتين تخضعان للسيادة المصرية، ما فجر الموقف داخل الحزب، ودفع البدوي إلى "الانسحاب التكتيكي" من اجتماع للهيئة العليا، السبت الماضي، ملوحا بتقديم استقالته من الحزب.

الغليان بين القواعد الحزبية في المحافظات، جاء بسبب غياب الخط السياسي المعارض للحكومة، وفي ظل التقارب بين عدد من نواب "الوفد" في البرلمان، وائتلاف "دعم مصر"، وبدا البدوي وكأنه لا يستطيع أن يرضي الطرفين، ففضل على ما يبدو التلويح بالانسحاب.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، وبعد ساعات من بث قناة "الحياة"، مساء الجمعة الماضي، جانبا من وقفة احتجاجية أعلى كوبري أكتوبر، احتجاجا على زيادة أسعار البنزين، أوقفت مدينة الإنتاج الإعلامي بث جميع قنوات "الحياة"، لأسباب تتعلق بمديونية الشبكة لمصلحة المدينة.

ولم تنجح جهود التواصل مع رئيس مدينة الإنتاج، والقيادي في ائتلاف "دعم مصر" البرلماني أسامة هيكل، لسداد جزء من المديونيات، لكن القناة عادت وأصدرت أمس الأول بيانا، شككت فيه مما سمته "تعنت مدينة الإنتاج الإعلامي" معها.