في محاولة فاشلة لتحقيق اختراق يمهد إلى تهدئة شاملة، سعت روسيا وإيران وتركيا، أمس، إلى التوصل لخطة لتحديد 4 مناطق "خفض تصعيد" في سورية في الجولة الخامسة من محادثات أستانة، التي اختتمت أمس بجلسة عامة شارك فيها جميع الأطراف، ومن بينهم ممثلو النظام والمعارضة.

وفي تأكيد لفشل المجتمعين في الاتفاق على كل التفاصيل، أصدرت روسيا وتركيا وإيران بياناً مشتركاً ينص على تشكيل مجموعة عمل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مناطق خفض التصعيد على مستوى خبراء الدول الثلاث، على أن تجتمع في بداية أغسطس المقبل بطهران.

Ad

وفي ختام سلسلة اجتماعات مغلقة لليوم الثاني على التوالي، تلا وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف البيان الختامي لمفاوضات "أستانة 5"، معلنا انتهاءها بنتائج إيجابية واضحة تهدف إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار في سورية، مشيرا إلى جولة جديدة من المباحثات في شهر أغسطس المقبل.

ولاحقا، أعلن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف عدم التوقيع على اتفاق نهائي على تفاصيل مناطق خفض التصعيد، مشيرا إلى 7 وثائق يتم بحثها لتحديد هذه المناطق وآليات العمل فيها.

وأعاد لافرينتيف، الذي أشار سابقاً إلى اعتزام روسيا نشر شرطة عسكرية لمراقبة عدم التصعيد خلال أسبوعين أو ثلاثة، تأكيد التوافق على منطقة حمص والغوطة، واستمرار العمل على تحديد منطقة إدلب والجنوب، معتبرا أن "مناطق خفض التوتر موجودة في الواقع، ومستوى العنف فيها تقلص بشكل كبير ونسعى لإنهائه تماماً".

تركيا وإيران

وإذ اعتبر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إقامة مناطق تخفيف التوتر إجراء مرحليا يساعد في تحقيق تقدم سياسي لتسوية الأزمة عبر مسار جنيف، اتهم رئيس وفد النظام بشار الجعفري تركيا بعرقلة الموافقة على وثائق تطبيق خطة مناطق تخفيض التصعيد، مؤكدا أنه بسبب موقفها السلبي حققت المحادثات نتائج "متواضعة" للغاية "وإصرارها على إدخال قواتها إلى سورية هي عملية ابتزاز ونحن نرفض أي وجود لها".

وفي وقت سابق، أعلن رئيس وفد المعارضة المسلحة أحمد بري أنه لن يوقع على أي اتفاق "إذا كان الضامن الإيراني موجوداً"، أو على "اتفاق لا يخدم مصلحة الثورة"، موضحاً أنه "أتينا إلى أستانة من أجل أهداف أساسية، أولا تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على استمراريته، وثانياً بحث ملف المعتقلين البالغ عددهم نحو 70 ألفاً والعمل على إطلاق سراحهم".

مواجهة واستعراض

وفي مؤشر على خطر حدوث مواجهة كبرى في الشمال، اعتبر قائد وحدات حماية الشعب الكردية سيبان حمو التحضيرات العسكرية التركية في شمال غرب سورية وصلت إلى مستوى إعلان حرب، متهماً أنقرة بالإعداد لحملة عسكرية عبر انتشارها العسكري قرب مناطق سيطرة الأكراد.

وفي حين قام أسطولها الحربي بإجراء تدريبات رماية حية على حدود مياه سورية الإقليمية في البحر المتوسط، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ قاذفاتها الاستراتيجية من طراز "تو-95" غارات على مواقع التنظيم في منطقة العقيرات بمحافظة حماة، ودمرت ثلاثة مستودعات ذخيرة ومركز قيادة.

وأوضحت الوزارة أنها استخدمت صواريخ كروز المتقدمة المحمولة جوا في الهجوم من على مسافة نحو ألف كيلومتر، وهي الأحدث من نوع كيه.إتش-101، مبينة أن مثل هذه الصواريخ يمكنها أن تصيب أهدافاً على مسافة تصل إلى 4500 كيلومتر، ويمكنها أيضاً أن تحمل رؤوسا نووية.

في غضون ذلك، أكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام أن "الدفاعات الجوية أسقطت طائرة إسرائيلية من دون طيار، بعد أن ألقت صواريخ على موقع عسكري في تل القبع جنوب شرق بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة الأوسط".

وفي مسعى إلى طمأنة خصوم الأسد، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال مع رئيس الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب، دعمه الكامل للجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي شامل في إطار "مؤتمر جنيف"، مبينا أنه أجرى مفاوضات مع قادة الولايات المتحدة وروسيا للعمل على تقليل العنف وتخفيف معاناة الشعب السوري.

ومن دون الإشارة إلى الأسد، سلط ماكرون الضوء على قضيتين مهمتين وهما نزع السلاح الكيماوي ووصول المساعدات الإنسانية وتحسين حياة المدنيين وحمايتهم، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على وحدة سورية ومكافحة "داعش" والقضاء عليه.

الخدمة الاحتياطية

داخلياً، أعادت قيادة الجيش النظر في قانون الطلب للخدمة الاحتياطية وألغت بعض الفقرات من قانون الخدمة الاحتياطية لمن تتجاوز أعمارهم 42 عاما، ليتم استدعاؤه مجدداً وتعميم جميع الأسماء على المنافذ الحدودية إلى حين التحاقهم بالخدمة.

من جهة أخرى، أكد وزير النقل علي حمود أن حكومة النظام تدرس إنشاء مطار بديل للعاصمة دمشق وإنشاء ميناء آخر في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط يتمتع بمواصفات عالية من حيث المساحات والأعماق الكفيلة باستقدام كل السفن الضخمة.