تواصل القوات العراقية "عملياتها الجراحية" القتالية ضد مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، غداة تهنئة وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى العراقيين بـ"الانتصار الكبير" على التنظيم في ثاني مدن البلاد.

وبعد أكثر من ثمانية أشهر على انطلاق أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق لاستعادة الموصل، بات تنظيم "داعش" محاصراً داخل مساحة صغيرة في المدينة القديمة.

Ad

لكن القوات الأمنية واجهت مقاومة شرسة في الأيام الأخيرة وموجة متزايدة من العمليات الانتحارية، ولا تزال تخوض معارك لطرد آخر بضع مئات من مقاتلي التنظيم.

وقال المقدم حيدر حسين من قوات مكافحة الإرهاب"اليوم كان تقدمنا أسهل". وأضاف: "تمت السيطرة اليوم على أكثر من 200 متر، وباقي باتجاه نهر دجلة أقل من 200 متر".

وأوضح المقدم أن "الدواعش يستخدمون استراتيجية جديدة، حيث إنهم ينتظرون داخل المنازل، وعندما يدخل الجنود إلى المنازل يقومون بإطلاق الرصاص أو بتفجير أنفسهم".

وأمام المنزل، الذي كان يتحدث منه المقدم، تبدو جثة لامرأة قال الجنود إنها انتحارية حاولت تفجير نفسها من وقت سابق من أمس.

من جهته، أشار العميد في قوات مكافحة الإرهاب، نبيل الفتلاوي إلى أن "العدو ليس جيشاً عادياً. المعارك تدور من شارع لشارع". وتوقع الفتلاوي أن تنتهي المعارك "خلال الأيام القادمة، خلال يوم أو يومين".

ورغم المعارك المتواصلة، هنأ العبادي، مساء أمس الأول، الشعب والقوات الأمنية على تحقيق "الانتصار الكبير" في الموصل.

وقال العبادي، إن القوات العراقية لن تتردد بقصف أهداف لتنظيم "داعش" داخل الأراضي السورية مرة أخرى "إذا اقتضت الضرورة".

ورد العبادي على الدعوات بالسماح للقوات العراقية بعبور الحدود السورية لملاحقة "داعش" هناك بأنها دعوات "غير دستورية وغير قانونية" وأنه لن يسمح بهذا الأمر.

وكان فصيل من "الحشد الشعبي" دعا العبادي قبل أيام إلى الموافقة على دخول مقاتليه بضع كيلومترات داخل الأراضي السورية.

إلى ذلك، تظاهر ناشطون مدنيون أكراد أمس، أمام مبنى القنصلية الإيرانية بمحافظة السليمانية، مطالبين بعدم تكرار قطع مياه نهر الزاب الصغير ومحذرين من مخاطرها.

وقالت عضو اللجنة المشرفة على التظاهرة فينا كمال، إن "المتظاهرين رفعوا شعارات تحذر من المخاطر الإنسانية والبيئية، التي يسببها قطع مياه نهر الزاب الصغير من قبل إيران"، مضيفة أن "المتظاهرين قدموا مذكرة لطهران طالبوا فيها بعدم تكرار قطع مياه نهر الزاب الصغير وتوضيح الموقف الإيراني بهذا الشأن".

وكانت إيران قد أقرت أمس بأنها قصفت مواقع لمعارضين أكراد إيرانيين داخل أراضي إقليم كردستان العراق، وذلك غداة انتقادات من أربيل قالت فيها، إنه من غير المقبول أن يكون مواطنوها القاطنون في القرى الحدودية مع ايران ضحية لصراع داخلي إيراني. وسيعقد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني اجتماعاً هو الأول من نوعه مع المجلس الأعلى للاستفتاء (بشأن تقرير المصير في الإقليم) الأسبوع المقبل، وذلك لمتابعة القيام بالخطوات اللازمة لإجراء عملية الاستفتاء، ويضم ممثلين عن أغلب الأحزاب السياسية في الإقليم.

وقال ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني في المجلس الأعلى للاستفتاء أبو كاروان: "سنجتمع يوم السبت المقبل، بغرض التحضير لإجراء الاستفتاء".

ودعا الأحزاب التي لم تعين بعد ممثلين لها في المجلس الأعلى للاستفتاء إلى الإسراع في ذلك، مشيراً إلى أن "مشاركة كل حزب ستعود بنتائج ايجابية، لذا آمل من الجميع أن يتوحدوا من أجل هذه القضية الوطنية".

وبحسب اتفاق أغلبية الأحزاب السياسية في الإقليم، تم تحديد 25 سبتمبر المقبل، موعداً لإجراء الاستفتاء وشُكل مجلس أعلى بهذا الغرض، لكن كلاً من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية لم تعين ممثلين لها في المجلس، وسط معلومات تفيد بأن التغيير طالب الاتحاد الوطني عدم تعيين ممثل عنه قبل تفعيل برلمان كردستان.