في وقت واصل سمو أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، أمس، اتصالاته لحل الأزمة بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، دخلت هذه الأزمة، مرحلة جديدة، بعد أن تسلمت الدول الأربع، من خلال الوساطة الكويتية، رد الدوحة على مطالبها الـ13، وعقد وزراء خارجيتها اجتماعاً تنسيقياً في القاهرة أعلنوا إثره أن الرد كان «سلبياً»، وأنهم بصدد دراسة إجراءات جديدة.

وإذ جددت الدول الأربع، في بيان ختامي صدر عن اجتماع القاهرة، إصرارها على «وقف دعم قطر للتطرف والإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية»، وضعت 6 مبادئ يرتكز عليها موقفها من الدوحة، مشترطة أن تكون متضمنة في أي حل، وتشمل «الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما، وإيقاف كل أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج».

Ad

وأضافت أن هذه المبادئ تتضمن «الالتزام بكل مخرجات القمة العربية الإسلامية- الأميركية التي عُقِدت في الرياض في مايو 2017، مع الامتناع عن التدخل في شؤون الدول ودعم الكيانات الخارجة على القانون، فضلاً عن تأكيد مسؤولية دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وتقدمت الدول الأربع بجزيل الشكر والتقدير إلى سمو أمير الكويت على مساعيه وجهودة لحل الأزمة.

في المقابل، دافع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن عن سياسة بلاده الخارجية، مؤكداً أن رد الدوحة على قائمة المطالب، كان في «الإطار العام الذي يحفظ سيادتها ويرفض الوصاية عليها».

وكان سمو أمير البلاد بحث أمس سبل احتواء الأزمة، خلال استقباله وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل، في حين تلقت الدبلوماسية الكويتية مزيداً من الدعم الدولي لجهود وساطتها، كما تلقى سموه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي جدد دعم الولايات المتحدة لمساعي سموه لتجاوز هذه الأزمة.

وثمن وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بعد لقائه زيغمار، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، دعم برلين لجهود الوساطة الكويتية.

واستقبل الخالد، بحضور العبدالله، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، حيث أبدى الأخير قلق المنظمة الدولية من استمرار الأزمة الخليجية، معرباً عن أمله حدوث انفراجة قريبة لها.

من ناحيته، أكد وزير خارجية المملكة المتحدة بوريس جونسون، أمس، «دعم بلاده الكامل للدور الكبير الذي تقوم به الكويت في رأب صدع العلاقات الخليجية»، معرباً عن تطلعه لزيارة الكويت بعد غد في هذا الإطار. جاء ذلك في اللقاء الذي جمع الوزير البريطاني بنائب وزير الخارجية خالد الجارالله في لندن على هامش زيارة الأخير للمملكة المتحدة.

وفي باريس، جددت وزارة الخارجية الفرنسية دعمها للوساطة الكويتية، ممثلة بسمو الأمير، داعية، في بيان لها، دول مجلس التعاون إلى تسوية الخلافات من خلال المشاورات.