حملت التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية رسائل متعددة الأهداف، إذ أجريت صبيحة احتفالات عيد الاستقلال في الولايات المتحدة، وبالتزامن مع القمة الروسية - الصينية التي عُقِدت في موسكو، وعشية قمة دول مجموعة العشرين واللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي والروسي على هامشها.

لكن رمزيتها السياسية تكمن في أنها رسالة تذكّر بالاختبار السياسي والأمني الذي تعرض له الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في بدايات عهده بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

Ad

غير أن أوساطاً سياسية عبرت عن استيائها وقلقها من أن تكون ردود إدارة ترامب قاصرة عن الإلمام بالتحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في هذه المرحلة الدقيقة من العلاقات الدولية.

وتقول تلك الأوساط إن التحضيرات لقمة مجموعة الـ20 وللقاء الرئيسين ترامب وبوتين لا توحي بالاطمئنان، ففي الوقت الذي يؤكد مسؤولو البيت الأبيض أن برنامج لقاء الرئيس نظيره الروسي لم يُحدد كلياً حتى الساعة، وأنه مرهون بما يريد ترامب طرحه، ترى الأوساط أن الأمر مثير للقلق من أن تكون القوى الدولية الكبرى لا تسعى لاختبار ترامب والنيل من صورته فقط، بل لتعريض مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية للخطر في أكثر من محفل وقضية دولية.

وفي الوقت الذي يسود الاعتقاد بأن واشنطن في طريقها إلى تجديد «تلزيم» ملف سورية لروسيا، تضيف الأوساط أن تسريب البيت الأبيض معلومات تتحدث عن محاولة ترامب البحث عن مخارج وبدائل تخفف من حدة العقوبات المفروضة على روسيا كحوافز لتصحيح العلاقة معها، أثار مخاوف حلفاء واشنطن الأوروبيين.

وتخلص تلك الأوساط إلى أن قمة ترامب - بوتين قد تكون مفصلية في إعادة رسم الموقف السياسي الأميركي خارجياً وداخلياً، نظراً لما قد تثيره من ردود فعل متعددة، وخصوصاً أن البيت الأبيض أعلن أن ملف التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية لن يتم التطرق إليه، وهو ما ستكون له ردود فعل منتقدة ومرحبة على حد سواء.