أصدرت شركات توزيع الأفلام في مصر مجموعة بيانات خاصة بإيرادات كل فيلم، تحمل اتهامات للشركات الأخرى بأنها تضلل الجماهير بطرح أرقام مبالغ فيها وغير صحيحة، خصوصاً أن المشاهدين يرون في الأرقام «استرشاداً» نحو الأفلام الأفضل والأنجح فيذهبون بثقة لمشاهدتها.أصدرت الشركات بيانات صحافية توضح مدى الإقبال الجماهيري على أفلامها مصحوبة بحملات الترويج التي يقوم بها الأبطال، إذ يمرون على قاعات العرض لتشجيع الجمهور على حضور الأعمال من أجل زيادة حصيلة الإيرادات، تلك الظاهرة التي باتت تتزايد موسماً تلو الآخر.
الجديد هذا الموسم دخول «الصحافة الفنية» طرفاً في الصراع، إذ تبارى بعض الأقلام في الترويج والإشادة بأفلام دون غيرها، وصبّ غضبه على أخرى ووصفها بالفاشلة والضعيفة. حول هذه الحرب والأسلحة المستخدمة فيها والتي وصل بعضها إلى «الضرب تحت الحزام» نتوقف.
القمة
تنحصر المنافسة على القمة بين «هروب اضطراري» لأحمد السقا ومن إنتاج محمد السبكي، و{جواب اعتقال» لمحمد رمضان ومن إنتاج أحمد السبكي. جاءت أولى الأزمات بعد تسريب نسخ من الفيلمين على الإنترنت في ثالث يوم لعرضهما، ورغم محاولات السيطرة على تلك الروابط من المنتجين، فإنها لم تتوقف، وطاولت الاتهامات في هذا الشأن فريقي العملين، واعتبرها البعض جزءاً من الحرب المشتعلة بين الصانعين.وجه آخر من الحروب تلمّسه الجمهور الذي فوجئ بوجود إعلانات لأفلام مثل «هروب اضطراري» في دور العرض، لكن لم يسمح له بدخولها لصالح أفلام أخرى مثل «عنتر ابن ابن ابن شداد» أو «تصبح على خير»، الأمر الذي أثار استياء الجمهور.يُذكر أن المنافسة تعدت الساحة المصرية إلى العربية عموماً، حيث أعلنت جهات إنتاج وتوزيع أن فيلمها هو الأول عربياً، مع عدم وجود أي مصدر يوضح صحة أو خطأ هذا الأمر.رأي النقد والتوزيع
حول هذا الموضوع، يقول الناقد السينمائي نادر عدلي إن الأرقام حول الإيرادات كلها وهمية، يطلقها المنتجون لترويج أعمالهم وإيهام الجمهور بأنها ناجحة، رغم أنها أرقام غير منطقية، «فعملياً، وحسب الأرقام المعلنة حصدت الأفلام الخمسة مجتمعة 22 مليون جنيه يومياً خلال أيام العيد (ذروة الموسم). ولكن بالنظر إلى عدد صالات العرض المتوافرة، والصيفية منها وما تتضمنه من مقاعد، لا يمكن تحقيق هذا الرقم حتى لو أن كل صالة عرضت ست حفلات يومياً».ويشير عدلي إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعاني فيها أفلام موسم العيد التسريبات، وكان «مولانا» تعرّض للأمر نفسه ولكن نجح المنتج في التواصل مع إدارات المواقع وأغلقت، لافتاً إلى أن القرصنة لا تؤثر في الحضور الجماهيري، لأن الجمهور الذي يقصد صالات السينما في الأعياد لا يشاهد الأفلام على الإنترنت.ويؤكد نادر عدلي أن غرفة صناعة السينما، وغيرها من جهات، ليس لديها تصور حقيقي عن حجم الإيرادات، موضحاً أن الآلية الوحيدة الأقرب إلى الصواب هي الضرائب، لأنها تحصِّل جزءاً من قيمة التذكرة.ومن جانبه، يقول صفوت الهلباوي، نائب رئيس التوزيع في شركة «دولار فيلم للإنتاج والتوزيع»، إن هذا العام شهد الموسم السينمائي الأول الذي يتعاون فيه جميع شركات الإنتاج والتوزيع التي تتولى توزيع الأفلام الخمسة الموجودة في دور العرض راهناً، مؤكداً أنه لم يشهد أية مشاكل، ونافياً ما أثير حول وجود عداوة بين «دولار فيلم» و{الشركة العربية للإنتاج والتوزيع»، بدليل أن الأولى فتحت نحو 10 دور عرض أمام أفلام السبكي، وهي لم تكن موضوعة في الخطة من الأساس.كذلك يؤكد الهلباوي أنه لم يرصد أية محاولة من أي طرف لإعاقة فيلم لشركة أخرى داخل قاعات العرض، موضحاً أنه لم يعد من مصلحة أية شركة الوقوف في وجه فيلم آخر، وأن الصالات تبحث عن الرائج في السوق السينمائي.ويوضح نائب رئيس التوزيع في «دولار فيلم» أن الأخيرة توزِّع ثلاثة أفلام هي «تصبح على خير» لتامر حسني، و{عنتر ابن ابن ابن شداد» لمحمد هنيدي، و{الأصليين» لخالد الصاوي، ومن حقها عدم فتح قاعاتها لأي فيلم آخر، حتى إن لم تحظ بإقبال جماهيري، لكن على العكس من ذلك فُتحت قاعات كثيرة لفيلم السقا «هروب اضطراري» نظراً إلى الإقبال الجماهيري الكثيف عليه منذ طرحه.