كشفت وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء اليابانية الخميس عن مركبة غير مأهولة ستنطلق العام المقبل في رحلة تستغرق سبع سنوات إلى كوكب عطارد، أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس وأكثرها غموضا.

وتتألف المركبة "بيبي كولومبي" البالغ ارتفاعها ستة أمتار و40 سنتيمترا من مسبارين، واحد أوروبي والثاني ياباني، سينفصلان لدى بلوغ مدار كوكب عطارد ويدوران حوله من زوايا مختلفة.

Ad

والهدف من هذه المهمة "مواصلة الأبحاث حول النتائج المثيرة التي بيّنتها مهمة مسنجر التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، والتعمق في فهم أسرار كوكب عطارد"، بحسب الوكالة الأوروبية.

وحتى الآن لم يدرس هذا الكوكب سوى مسبارين أميركيين "مارينر 10" في السبعينات، و"مسنجر" الذي ظل يدور في مدار الكوكب من العام 2011 وحتى نفاد وقوده في ابريل من العام 2015.

ورغم التأخير مرات عدة، أكد الخبراء أن المركبة ستكون جاهزة للانطلاق في مارس الماضي إلى قاعدة كورو في غويانا الفرنسية، لتقلع منها إلى الفضاء في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018 متجهة إلى عطارد.

وشاركت في صنع المركبة المزدوجة 33 مؤسسة من 12 دولة عضوا في وكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع اليابان والولايات المتحدة وروسيا.

وقال ألفارو خيمينيز المدير العلمي والمسؤول عن الرحلات غير المأهولة في وكالة الفضاء الأوروبية إن عطارد "هو أغرب الكواكب الصخرية" في المجموعة الشمسية.

فهذا الكوكب يقع على بعد 58 مليون كيلومترا فقط من الشمس، وهو ذو مستوى عال من الإشعاعات، وترتفع الحرارة على سطحه إلى 430 درجة في النهار، وتنخفض إلى 180 درجة تحت الصفر في الليل.

وهو ثاني كواكب المجموعة الشمسية فقط، إلى جانب الأرض، الذي يتمتع بحقل مغناطيسي، لكنه لا يؤدي دورا واقيا من الإشعاعات الشمسية كما هو الحال مع كوكب الارض.

ومن الصعب دراسة عطارد من الأرض، فتوهّجه بحكم قربه من الشمس يحول دون القدرة على مراقبته بواسطة التلسكوبات، كما أن جاذبية الشمس القوية تصعّب وضع مسبار ثابت في مداره.

ومما يعقّد الأمور أيضا درجات الحرارة المرتفعة جدا، وهي مما ساهم أيضا في تأخر المهمة.

وغُطّي المسبار بدرع حراري عازل قوامه خمسون طبقة من السيراميك والألمنيوم.

وقال أولريش رينينغهوس المسؤول عن المشروع في وكالة الفضاء الأوروبية "نحن ذاهبون إلى فرن للبيتزا، علينا أن نتفحص المواد على درجات حرارة مرتفعة".

وتحمل المركبة اسم "بيبي كولومبو" تيمنا باسم العالم الإيطالي جوزيبي بيبي الذي كانت له مساهمات كبيرة في برنامج "مارينر 10".

وهي ستدرس خاصيات التركيبة الداخلية لعطارد وحقله المغناطيسي وتفاعله مع الرياح الشمسية.

وسيحمل القسم الأوروبي من المركبة 11 جهازا، والقسم الياباني خمسة أجهزة ستدرس الخاصيات والتركيبة الكيميائية لسطحه، والجليد الموجود في فوهاته القطبية التي لا تصلها أشعة الشمس أبدا، وأيضا حقله المغناطيسي وغلافه الجوي.

ويتوقع أن تصل المركبة إلى جوار الكوكب في العام 2025.