حرب المخدرات!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
بعيداً عن المجاملات، وانطلاقاً من مبدأ أو شعار الحرب على المخدرات، يجب أن نعترف بأن ضحايا المخدرات أصبحوا من طلبة المدارس بما في ذلك المرحلة المتوسطة، كما أنها شملت منتسبي الأجهزة والمؤسسات الأمنية نفسها، بالإضافة إلى العاملين في قطاع الصحة والمؤسسات العلاجية ذاتها، والأكثر خطورة فإن عصابات ترويج المخدرات وتجارها تظهر وتنشط في هذه الأجهزة التربوية والأمنية والصحية نفسها!دخول المخدرات عبر الحدود البحرية والبرية، بدليل الإعلان عن بعض حملات كشف وضبط أعداد مهولة من المواد المخدرة، يضع علامات استفهام على مدى متانة وسلامة الحدود ودرجة الائتمان على القائمين على حراستها! كما أن عدم تنفيذ الأحكام القضائية وخصوصاً الإعدام بحق المدانين في هذه الجريمة، وتفشي السموم داخل السجون والمؤسسات العقابية، يضيفان المزيد من علامات التعجب حول نقاط الضعف، والاختراقات الأمنية في مواجهة هذه الآلة المدمرة.أخيراً فإن حجم التعاطي المحلي ومستواه يدعوان إلى صدمة كبيرة، حيث يشمل هذا التعاطي الفئات العمرية دون العاشرة بالإضافة إلى الفئة العمرية فوق السبعين عاماً، وإن كانت الشريحة الكبرى هي من الشباب من 18 إلى 30 سنة! وما يضاعف هذه الصدمة أن أعداد المتعاطين في الكويت يتجاوز 70 ألف شخص غالبيتهم الساحقة من المواطنين! وهذا الرقم من شأنه أن يزعزع الأمن الاجتماعي والسياسي في بلد صغير يبلغ إجمالي مواطنيه مليون نسمة.هذه المقارنات السريعة والموجزة توحي قطعاً بأن الحرب على المخدرات تصب نتائجها إلى الآن في مصلحة جبهة الشر، وهذا بحد ذاته يثير استنتاجاً خطيراً بأن منظومة جريمة المخدرات قد تكون أكثر نفوذاً وتأثيراً من الحكومة نفسها، وهو نذير شؤم وناقوس خطر جسيم يهدد البلد بما فيه!