تشهد الكويت حالياً أشد أيام السنة حرارةً، وعلى الرغم من سخونة طقس الكويت منذ القدم- حيث أشار إليها ابن خلدون- فإنني أعتقد أن ارتفاع درجة حرارتها ازداد كثيراً خلال السنوات الماضية، وذلك لعدة عوامل يمكننا التحكم بالكثير منها لحسن الحظ.فمن أسباب ارتفاع درجة الحرارة الرئيسة ارتفاع البصمة الكربونية، حيث إن الكويت تحتل ثاني أعلى بصمة كربونية للفرد في العالم وفقاً لدراسة من "إيكو إكسبرتس" لعام 2017، يعني ذلك أننا ننتج الكثير من المخلفات البلاستيكية ونستهلك كميات لا معقولة من الوقود والكهرباء والماء، مما يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة بشكل كبير.
وهذه بعض المقترحات التي يمكن تطبيقها على الصعيد الشخصي لتبريد الجو وتنقيته:1- زراعة الأشجار والنباتات الملائمة لمناخنا خارج البيت وداخله.2- وضع أحواض مائية أو "نافورة" في الفناء.3- تقليل الاعتماد على السيارة قدر المستطاع، والمشاركة بسيارة واحدة إن أمكن، وعدم خلق الازدحام غير المبرر.4- العمل على جعل المظلة أو "الشمسية" أمراً مقبولاً اجتماعياً، حيث إنها تحمي الجلد من الشمس الحارقة، ومنا إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي!5- عدم الإسراف في استخدام التكييف وعدم تشغيله في الغرف غير المستخدمة، حيث إن عوادم التكييف تطلق كميات كبيرة من الهواء الساخن، بالإضافة إلى استهلاك الكهرباء بشكل كبير.6- نشر الثقافة الخضراء من إعادة تدوير والضغط على الجهات المعنية لتحسين الحدائق العامة والشواطئ وذلك عن طريق ارتيادها وممارسة الأنشطة المختلفة فيها.أما معمارياً فهنالك الكثير من المقترحات أيضاً، فتظليل المدينة وتشجيرها كفيلان بخفض درجة الحرارة بشكل ملاحظ، ويمكننا الاستعانة بظل المباني بدلاً من وضع المظلات العشوائية بكل مكان، ولنا في تصميم مدينة الكويت قديماً أسوة حسنة، حيث كانت الشوارع مظللة بالكامل ومطعمة بأشجار النخيل والنباتات الصحراوية. يمكننا أيضاً استنبات الأشجار والنباتات التي تقع على دائرة عرض دولة الكويت نفسها، حيث نجحت في ذلك العديد من الدول المجاورة، ووجود الأحواض المائية و"النوافير" في الأماكن العامة أيضاً يجلب البهجة ويلطف الجو.ويجب إعادة التفكير في مواد البناء المستخدمة هنا، حيث إن الخرسانة المسلحة الثقيلة والبروج المعدنية والواجهات الزجاجية غير مناسبة إطلاقاً لمناخنا، ويوجد العديد من مواد البناء الخضراء البديلة والملائمة لبيئتنا، كذلك يجب مراعاة زاوية واتجاه الشمس عند البناء.يمكننا عمل الكثير، ويكمن السر في الخطوة الأولى للمبادرة، فلا تستهن بقدرتك كفرد على التأثير إيجاباً في بيئتك.
مقالات - اضافات
حرارة
07-07-2017