عشية لقائه المرتقب وجهاً لوجه للمرة الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداً لاذعاً لسلوك موسكو "المزعزع للاستقرار"، مؤكداً أنها تدخلت في انتخابات الرئاسة التي أتت به إلى السلطة مع دول أخرى أيضاً.

وفي مستهل جولة أوروبية تستغرق أربعة أيام، أعلن ترامب من محطته الأولى في وارسو أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للتصدي "لأعمال روسيا المزعزعة للاستقرار".

Ad

وقال ترامب، في مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي أندريه دودا: "ببساطة شديدة. أعتقد أن روسيا ربما تكون تدخلت. وأعتقد أن دولا أخرى ربما تدخلت. لا استطيع التحديد. ولكنني أعتقد أن الكثير من الناس تدخلوا، وفي الحقيقة لا أحد يعلم. ولا أحد يعرف بالتأكيد"، في تصريح يناقض ما قالته أجهزة الاستخبارات الأميركية، التي تشتبه في أن بوتين نظم حملة واسعة لترجيح كفته في الانتخابات.

واكتفى الرئيس الأميركي حتى الآن بالتنديد بـ"أخبار زائفة" من دون التمكن من وضع حد للتكهنات حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عبر قراصنة معلوماتيين أضعفوا فرص منافسته هيلاري كلينتون.

وخيّمت على جولة ترامب التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية على صاروخ عابر للقارات يمكن تزويده برأس نووية وقادر على الوصول إلى ألاسكا.

وعقب محادثاته مع دودا، انتقد ترامب تصرفات كوريا الشمالية، محذراً من انه يدرس اتخاذ رد "شديد". ودعا المجتمع الدولي لمواجهتها.

ورفض الإشارة إلى الخطوة التي يحتمل أن تتخذها الولايات المتحدة، موضحاً أنه لا يرغب في رسم "خطوط حمراء".

وقال خلال المؤتمر: "إنه لعار أن يتصرفوا بهذه الطريقة، ولكنهم يتصرفون بشكل خطير جدا، ولابد من عمل شيء ما فيما يتعلق بذلك"، مطالباً المجتمع الدولي بضمان أن تلقى بيونغ يانغ "عواقب" عدوانيتها.

سورية وإيران

وربط الرئيس الأميركي بين وجود حل سياسي للأزمة السورية، وما وصفه بـ"تحجيم" الدور الإيراني في المنطقة، قائلا إن "سورية تحتاج إلى عملية سياسية تعطل دور إيران في المنطقة".

وأضاف: "كما لابد أن يقوم الحل السياسي أيضاً على عرقلة تقدم المنظمات الإرهابية".

المحطة الأبرز

وفيما تعتبره أوساطه المحطة الأبرز في زيارته لبولندا مع زوجته ميلانيا وكذلك ابنته ايفانكا الى جانب زوجها جاريد كوشنر، ألقى ترامب خطاباً قبل أن يتوجه الى هامبورغ شمال ألمانيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين وهي الأولى التي يحضرها وستناقش خلالها عدة قضايا شائكة بينها الخلاف بين أميركا وأوروبا والعلاقات التي تتزايد صعوبة مع الصين.

وفي كلمته بساحة كراسينسكي، التي شهدت انطلاق انتفاضة وارسو ضد الاحتلال النازي، عرض ترامب رؤيته ليس فقط بالنسبة إلى العلاقة المستقبلية مع أوروبا، ولكن كذلك للتحالف المستقبلي بين جانبي الأطلسي، وما يعنيه لأمن أميركا وازدهارها.

ورغم أن وارسو ربما تكون المحطة الأقل تعقيداً في جولة ترامب، فإنها لا تخلو من الصعوبات نظراً لأن البولنديين يترقبون رؤية ما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على التزامه المتردد تجاه أمن أوروبا.

الدفاع عن أوروبا

وفي الكلمة التاريخية، اعتبر ترامب أن العلاقات، التي خيمت عليها الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا منذ توليه منصبه في يناير، "هي أقوى من أي وقت مضى وربما تكون أقوى في العديد من النواحي".

وصادق ترامب على التزام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالدفاع عن الحلفاء ضد أي هجوم، وهى المرة الأولى التي يعلن فيها مثل هذا التعهد وهو على أرض أوروبية بعد أن رفض القيام بذلك في قمة بروكسل.

وحث ترامب مجدداً شركاء بلاده في الحلف على إنفاق المزيد على الدفاع، مشيراً إلى أن كل الدول "تأخرت" في الوفاء بالتزاماتها المادية وعليها التحرك في هذا الأمر.

وعلى الفور، رد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأنه لا يتفق مع تقدير ترامب لسلوك روسيا بأنه يتسبب في زعزعة الاستقرار.

وقال: "نرفض مثل هذا النهج"، والكرملين يأسف لعدم وجود تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التوقعات لمستقبل علاقات البلدين.

وتابع: "هذا بالضبط سبب انتظارنا لأول اجتماع بين الرئيسين حيث سيتمكنان من تبادل الأفكار شخصيا بشأن أبرز القضايا. والأهم هو أن الفرصة ستتاح لهما أخيرا لمعرفة وتفهم النهج الحقيقي لكل منهما بشأن العلاقات الثنائية وليس النهج الذي تبثه وسائل الإعلام".

وفي طريقه إلى قمة مجموعة العشرين في ألمانيا سيشارك ترامب في اجتماع يعقده زعماء دول بوسط أوروبا والبلطيق والبلقان دعت إليه بولندا وكرواتيا لتعزيز التجارة الإقليمية والبنية التحتية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تدعم بقوة مبادرة "البحار الثلاثة".