القوات العراقية تخوض معركة الساعات الأخيرة في الموصل
«داعش» يتسلل لقرية جنوب نينوى ويقتل صحافيين
قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد جودت أمس، إن القوات العراقية تخوض «معركة الساعات الأخيرة» لتحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق من تنظيم داعش» الإرهابي، الذي سيطر على ثاني مدن العراق منذ عام 2014.وأضاف جودت في بيان، أن قوات الشرطة الاتحادية «تحقق أهدافها المرسومة ببسالة عالية»، متوقعاً أن تنجز القوات مهامها القتالية «في وقت قريب جداً».وأشار إلى أن قوات الشرطة الاتحادية تواصل عمليات تطهير وتفتيش آخر ما تبقى من مناطق المدينة القديمة.
وفي محاولة لتشتيت المعركة، هاجم إرهابيو «داعش» قرية الإمام غربي، جنوبي الموصل، الواقعة بين قضاء الشرقاط والقيارة شمال صلاح الدين.وقالت مصادر أمنية، إن المتشددين تسللوا إلى إمام غربي التي تبعد نحو 70 كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل على الضفة الغربية لنهر دجلة مساء يوم الأربعاء الماضي من جيب صغير لا يزال تحت سيطرتهم على الضفة الشرقية للنهر.وسيطر المتسللون على أجزاء من القرية وتحصنوا داخل منازلها، فيما تخوض القوات الأمنية حالياً معارك لطردهم.وقال مصدر أمني إن «تنظيم داعش الإرهابي دفع بنحو 160 مسلحاً إلى القرية واحتجزوا عدداً من العائلات، وإن سيطرة التنظيم جاء على خلفية وصول عشرات المسلحين من قضاء الحويجة إلى القرية عبر منطقة الكنعوص التابعة للساحل الأيسر من الشرقاط». وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن مقتل صحافيين في القرية، مشيراً إلى آخرين محاصرين داخل منزل مع قوات من الشرطة.وقال إن منزلين فقط يفصلان القوات الأمنية عن الوصول إلى المجموعة المحاصرة، لكن «التأخير في الوصول إليهم هو تواجد قناصين من داعش في بعض البيوت».ويأتي مقتل هذين الصحافيين بعد أكثر من أسبوعين على مقتل ثلاثة صحافيين وإصابة آخر بجروح، جراء انفجار لغم في الموصل، خلال تغطيتهم لمعارك استعادة المدينة.وأعلنت قناة «هنا صلاح الدين» في بيان «استشهاد الزميل حرب هزاع الدليمي المراسل في قناة هنا صلاح الدين، والمصور في نفس المحطة سؤدد الدوري»، وأشارت إلى أن صحافياً آخر من موظفيها ما زال محاصراً في القرية مع جثتي زميليه. إلى ذلك، أعلن النائب عن تحالف القوى السّنية محمود المشهداني، تحديد الخميس المقبل موعداً لانعقاد مؤتمر بغداد الوطني للقوى السّنية بحضور نواب ووزراء يمثلون المناطق المحررة من سيطرة تنظيم «داعش». وأوضح أن «المؤتمر سيدرس مرحلة ما بعد داعش وإعادة النازحين والاستقرار لتلك المناطق»، مؤكداً أن «اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستقوم بتوجيه الدعوات الرسمية للرئاسات الثلاث (الجمهورية، البرلمان، الحكومة) إضافة للشخصيات المعنية بهذا الموتمر». ويأتي تحديد موعد مؤتمر القوى السياسية السُنية بعد يوم واحد من إعلان مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه مشاركة مطلوبين للقضاء العراقي في المؤتمر، وسيعنى ببحث مرحلة مابعد داعش في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى ونينوى وكركوك والموصل، لكن لغاية الان لاتزال هناك خلافات عميقة بين القوى السُنية، وأبرز تلك الخلافات هي الزعامة والقيادة». كما يعقد مؤتمر القوى السياسية السُنية في وقت سعى التحالف الوطني الشيعي إلى طرح ملف التسوية السياسية بعد تحذيرات أطلقتها أطراف داخلية وخارجية من خطورة مرحلة ما بعد طرد «داعش» من الموصل، مركز محافظة نينوى.ويعود التخوف من مرحلة مابعد «داعش» إلى غياب التوافق السياسي على قضايا أساسية تتعلق بالمدن المحررة من سيطرة «داعش»، كطبيعة الإدارة في ظل التعددية السياسية والقومية والطائفية.