افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، في مدينة هامبورغ الألمانية، بحضور زعماء أو ممثلين عن الدول الأعضاء، قمة مجموعة العشرين، والتي تستمر فعالياتها حتى اليوم، وسط خلافات بين الدول الصناعية والصاعدة الكبرى في العالم حول مواضيع سياسية واقتصادية والمناخ والهجرة، في حين طغى على الحدث اللقاء الأول الذي جمع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

وفي كلمتها الافتتاحية، التي عكست عمق العلاقات، طالبت ميركل ممثلي الدول الأعضاء بتعزيز التعاون والاستعداد للتوصل إلى حلول وسط، وقالت في إشارة إلى شعار القمة الذي يبدو على هيئة عقدة مترابطة: "كلما كبرت الأعباء زادت هذه العقدة تماسكا".

Ad

وفي أول جلسة عمل، بحث زعماء وممثلو أكبر الاقتصادات موضوع مكافحة الإرهاب وسط تقارير عن نية القمة إقرار خطة لمكافحة الإرهاب. وتلتها مناقشات بشأن الاقتصاد العالمي والمناخ.

ويحاول زعماء مد الجسور مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تغير المناخ والتجارة، بينما طرأت تغيرات جذرية على الساحة السياسية العالمية، إذ أدت سياسات ترامب الحمائية القائمة على شعار "أميركا أولا" إلى التقريب بين أوروبا والصين.

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن القادة يسعون في القمة لإقناع الرئيس الأميركي، بالعودة الى اتفاقية باريس 2015 للمناخ التي أخرج بلاده منها قبل أسابيع.

وقد تجد الولايات المتحدة، التي خرجت عن اتفاق المناخ بباريس، نفسها وحيدة في مواجهة الجميع اذا لوحت بنزعة رئيسها الحمائية ضد الصين بشأن المعادن وضد ألمانيا بشأن قطاع السيارات.

وقال نائب وزير المالية الصيني زهو غوانغياو انه يأمل التوصل الى توافق بشأن التمسك بالتبادل الحر حول الفولاذ.

من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "سنقول (لترامب) اننا نعتقد أنه من الاساسي ان يتحمل دورا أساسيا في التصدي للتغير المناخي ولاحداث وظائف".

وحضرت قضية الهجرة، اذ استنكر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "نفاق" بعض دول مجموعة العشرين في مكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمهربين، لكن من دون تسميتها.

وقال في هامبروغ: "إننا بحاجة إلى جهود أكبر على المستوى الدولي لتغيير النموذج الاقتصادي لتهريب المهاجرين"، مشيرا خصوصا الى طريق الهجرة التي تمرّ بليبيا التي تضع ايطاليا وأوروبا برمتها تحت الضغط. وأضاف "لهذا السبب سأطرح على قادة دول العشرين العمل على فرض عقوبات محددة من الأمم المتحدة على المهربين"، لافتا الى مصادرة الأوراق الثبوتية وحظر التجول.

لقاء ترامب - بوتين

وطغى على اليوم الأول من القمة اللقاء الاول من نوعه بين بين ترامب وبوتين. وتصافح الزعيمان للمرة الأولى في صالة الانتظار وتبادلا الابتسامات وبضع كلمات قبل بدء جلسة القمة. والتقى الرئيسان لاحقاً في اجتماع استقطب الاهتمام خصوصاً في ظل الاتهامات عن وجود تدخل روسي في الانتخابات الأميركية الرئاسية لمساعدة ترامب على الفوز.

وعشية انعقاد هذا اللقاء، اختار ترامب المواجهة، حيث ندد في بولندا بـ"السلوك المزعزع للاستقرار" الذي تسلكه روسيا في أوكرانيا وأوروبا الشرقية مقرا للمرة الاولى باحتمال وجود تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية.

ومن القضايا التي بحثها الرئيسان الوضع في سورية بعد التوتر الشديد القائم منذ إسقاط الاميركيين طائرة سورية في 18 يونيو بداعي أنها هددت حلفاءهم.

وتجمع القمة أيضا بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت تزيد فيه واشنطن من الضغوط على بكين لكبح جماح كوريا الشمالية، بعدما اختبرت الأخيرة صاروخا باليستيا عابرا للقارات وتهدد فيه الصينيين بإجراءات تجارية عقابية.

ميركل - ترامب

وعقدت ميركل التي تخوض الانتخابات في غضون شهرين اجتماعا مع ترامب استغرق ساعة بفندق في هامبورغ مساء أمس الأول سعيا إلى تجاوز خلافات فشل مبعوثون في تسويتها خلال أسابيع من المحادثات المكثفة والتي تضمنت زيارة كبير مستشاري ميركل الاقتصاديين لواشنطن.

وتصافح الزعيمان وابتسما أمام الكاميرات ولم يبد عليهما التوتر الذي خيم على لقائهما الأول في واشنطن في مارس ولا خلال زيارة ترامب لأوروبا في مايو والتي جعلت ميركل، التي تتسم تصريحاتها بالحذر عادة، تقول إن الولايات المتحدة لم تعد شريكا يمكن الاعتماد عليه.

وأوضح متحدث باسم المستشارة أن ميركل وترامب تبادلا وجهات النظر حول بعض المواضيع المدرجة على أجندة قمة العشرين منها "النقاط الملتهبة على مستوى السياسة الخارجية مثل كوريا الشمالية والوضع في البحر المتوسط والصراع شرقي أوكرانيا".

تظاهرات

قبل بداية القمة وقعت مواجهات بين آلاف المتظاهرين المناهضين لمجموعة العشرين وللرأسمالية والشرطة مخلفة عدة جرحى مساء أمس الأول بينهم 111 شرطيا إصاباتهم طفيفة، في حين تحدث محتجون عن وقوع "العديد من المصابين" بعضهم اصاباتهم جدية.

وحاول المتظاهرون أمس تعطيل وصول الوفود الى مقر القمة المحصن. وتم احراق سيارات خصوصا للشرطة وفرقت الشرطة مجموعة من المحتجين باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. وتعطل وصول بعض الوفود فترة.

وتعهدت عدة ولايات ألمانية بتقديم الدعم لشرطة هامبورغ. وسيتم إرسال أكثر من 850 شرطيا إضافيا من أربع ولايات فقط.

«ذا بيست» تراوغ المحتجين
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحد آخر زعماء العالم الذين وصلوا إلى مقر انعقاد قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية.

ونظم المتظاهرون اعتصاما في أحد الشوارع الذي كان يمكن أن يمر فيه ترامب للوصول إلى القمة.

وأخلت الشرطة الشارع، لكن الوفد المرافق لترامب سلك طريقا طويلا حول المدينة، لمراوغة المتظاهرين.

وقال شهود عيان إن سيارة ترامب، التي يطلق عليها اسم "ذا بيست" شوهدت وهي تسير بسرعة كبيرة عبر المدينة.