تحولت قرية البرث، 200 كيلومتر جنوب مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء إلى العمود الفقري للحرب الدائرة على الإرهاب في شبه الجزيرة المصرية بين قوات الجيش والشرطة المصرية من ناحية، والجماعات الإرهابية المسلحة التي تقودها ولاية سيناء، التي تعتبر نفسها فرعا لـ«داعش»، من ناحية أخرى، إثر إعلان أبناء قبيلة الترابين في أبريل الماضي مشاركة الجيش المصري في الحرب ضد «الدواعش» تحت لافتة «اتحاد القبائل السيناوية»، والذي استطاع إلحاق خسائر فادحة بصفوف التنظيم الإرهابي.

مراقبون محليون قالوا إن استهداف الإرهابيين للقرية، التي تُعد عاصمة قبيلة الترابين، إحدى أكبر القبائل السيناوية، والتي تتشكل من مجموعة بيوت متناثرة، تضم مدارس ووحدة صحية وسوقا، لم يكن الاستهداف مفاجئا للكثيرين، فقد سبق أن أعلن التنظيم غضبه على القرية في مايو الماضي، باستهداف عدد من رموز القبيلة، وفي مقدمتهم سالم أبولافي، الذي قُتل خلال مواجهات.

Ad

المراقبون قالوا إن غالبية أهالي البرث استعدوا قبل أسابيع للهجوم المتوقع من الدواعش، حيث غادروا القرية إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية، وفق مصادر أهلية.

وأشارت المصادر إلى أن البرث تحولت إلى مركز رئيسي لتجمع أبناء القبائل المحاربة لداعش، ونقطة انطلاق عمليات ملاحقة العناصر الإرهابية المسلحة، التي دأبت على خطف وقتل شباب القرية، بدعوى تعاونهم مع الأجهزة المصرية، بعدما أعلن الجيش المصري تطهير القرية من العناصر التكفيرية في مارس 2016، إذ تعد البرث من الأهداف المفضلة لعناصر داعش، كونها تعد مفتاح الطريق إلى مدينتي رفح والشيخ زويد.

ولأهمية البرث الاستراتيجية، تحولت القرية إلى ملتقى لأبناء قبائل الترابين والقبائل المتحالفة معها، بالتعاون مع قوات الجيش والشرطة، لمراقبة الطرق المؤدية إلى القرية، وخاصة من الاتجاه الشمالي المؤدي إلى العجراء والجورة، قريتي المواجهة مع مناطق تمركز داعش، إذ دأبت عناصر التنظيم على استغلال هذا الطريق، لمهاجمة البرث أكثر من مرة خلال الفترة الماضية.