هذه البهية الصغيرة على رأس الخليج، لا يؤلمها إلا جحود بعض أبنائها ونكرانهم لها ولتاريخها ومكانتها وقيمتها، يرون خيرها نكداً، ونكد الغير عليهم منّاً وسلوى، للسلطة خطايا عصية على العد، وللحكومة صحبة قديمة مع سوء الإدارة والتخبط والضياع، لكن تصغير قيمة الوطن والدأب على تجريحه والتقليل من شأنه لن يجعل منك رمزاً وطنياً ولا مفكراً عروبياً ولا مناضلاً أممياً، مثلما أن قهوة الصباح مع صوت فيروز لن تجعل منك مثقفاً عميقاً.للدستور والحرية النسبية التي وفرها دور في تضخيم مشاكلنا و"طولة لساننا"، فهذه من أبرز سمات شخصيتنا اليوم، وهي هبة أرضنا لنا وسبب اختلافنا وتميزنا عن محيطنا، لكن إن كان هناك ما يستحق الثناء والفخر فقليل من طولة اللسان في هذه الحالة لا يضر، ربما لا يفيد من يريد أن يقبض ويستفيد أو من اعتاد تمجيد الآخرين بما يعاير به وطنه، إلا أنه لا يمنع أن تذكروا محاسن وطنكم عند اللزوم على الأقل، بافتخار المحب الواثق لا مدح الانتهازي المتقلب، أو الحزبي الذي وافقت هواه النتائج اليوم بعد أن كان يحارب الأسباب بالأمس، ولا يعترف أو يقر بخطئه وقصر نظره ولن يفعل أبداً.
اليوم اختلفت العرب فارتفعت بلادكم عن خلافهم وسهامهم، واتجهت الأنظار إليها، جليلة يترقبها الجميع ويطلب ودها وينتظر ما ستقول وتفعل، وذلك لم يكن عبثاً ولم يُبنَ من فراغ، فإذا ما انقسم بعضكم يعدد مآثر المختلفين وينفخ بها فمن باب أولى استحضار مآثر بلادكم، فإذا قالت بلادكم فصدقوها، فإن القول ما قالت الكويت.
أخر كلام
اخترتك يا وطني...
08-07-2017