دخلت أزمة قطر، مرحلة جديدة، بعد أن ردت الدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، رسمياً، على الرد القطري بشأن لائحة «المطالب الـ13»، معلنة في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الخميس- الجمعة، أن هذه اللائحة أصبحت بحكم الملغاة، وأنها بصدد اتخاذ إجراءات جديدة للضغط على الدوحة.

واعتبرت الدول الأربع، في البيان، أن الحكومة القطرية أفشلت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة من خلال «الرد المتعنت الذي يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية».

Ad

وشددت على أن الدوحة أعادت الأزمة إلى نقطة البداية، وأن ردها يؤكد استمرارها في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، لافتة إلى أن تسريبها لقائمة المطالب وعدم اكتراثها لمهلة الأيام الـ10، كان هدفه إفشال مساعي حل الأزمة.

وأوضحت أنها «ستتخذ كل الإجراءات والتدابير السياسية والاقتصادية والقانونية بالشكل الذي تراه، وفي الوقت المناسب، بما يحفظ حقوقها وأمنها واستقرارها، وحماية مصالحها من سياسة الحكومة القطرية العدائية».

واتهمت سياسات الدوحة بالسعي إلى «تفتيت منظومة التعاون الخليجي، إضافة إلى زعزعة الأمن العربي والعالمي، ومخالفة ميثاق الجامعة العربية، والتنصل من مخرجات القمة الإسلامية- الأميركية التي عقدت في الرياض».

في المقابل، أعربت قطر في تصريح لمسؤول بوزارة خارجيتها عن أسفها لما تضمنه البيانان الصادران عن الدول الأربع، في إشارة إلى البيان الذي صدر عقب اجتماع القاهرة، والآخر الذي صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأول.

ووصف المسؤول القطري «ما تضمنه البيانان بشأن تدخل قطر في الشؤون الداخلية للدول وتمويل الإرهاب بأنه مزاعم وادعاءات لا أساس لها»، مشيراً إلى أن موقف بلاده من الإرهاب «ثابت ومعروف برفضه وإدانته بكل صوره وأشكاله مهما كانت أسبابه ودوافعه».

وأضاف أن «اتهام قطر بتسريب ورقة مطالب الدول الأربع لا أساس له من الصحة، ويمكن إثبات ذلك بالأدلة»، مشيراً إلى أن بلاده أكدت في ردها على لائحة المطالب أنها «مستعدة للتعاون والنظر والبحث في كل الادعاءات التي لا تتعارض مع سيادتها».

جاء ذلك فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيزور الكويت بعد غد، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الكويتيين حول الأزمة بدعوة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

وأعربت الخارجية الأميركية عن شكرها لجهود سمو الأمير «الجليلة» في محاولة التوسط لحل الخلاف، معتبرة أن «القيام بذلك ليس بالأمر السهل». ولفتت ناورت إلى «قلق بلادها الشديد» إزاء استمرار الأزمة ومخاوفها من تدهورها وإمكانية زيادة حدتها واستمرارها أسابيع أو أشهراً، أو أن يصل الخلاف إلى «طريق مسدود».

في موازاة ذلك، بحث وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، في اتصال هاتفي مع وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية، أهمية تخفيف حدة التوتر بشأن الخلاف الخليجي.

وذكر بيان لـ«البنتاغون»، أن ماتيس أكد الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة وقطر، خلال الاتصال الذي تناول وضع العمليات التي تنطلق من قاعدة «العديد» الجوية الأميركية بالدوحة ضد «داعش».

في غضون ذلك، قال وزير الشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش، إن «سياسة المظلومية والعلاقات العامة الغربية، التي تتبعها قطر لن تحجب شمس دعمها للفوضى والتطرف والإرهاب»، مؤكداً أن «الحل ليس في نيويورك ولندن، بل في الرياض».

وعشية وصوله إلى الكويت، زار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس السعودية، وأكد أنه سيحث كل الأطراف على الوقوف وراء الوساطة الكويتية.