أجبرت الموجات المتتالية لارتفاع الأسعار في مصر، منذ تحرير سعر صرف الجنيه، عدداً من المصريين على البحث عن حلول غير تقليدية، للتخفيف من وطأة الغلاء، لاسيما عقب زيادة الحكومة أخيراً أسعار الوقود، في إطار سياستها الرامية إلى إلغاء الدعم عنه تدريجياً.

زيادة أسعار البنزين، بنسب تراوحت بين 42 و55 في المئة، نتج عنها ظهور مبادرة جديدة على موقع التواصل "فيسبوك" تدعو إلى "التوصيل الجماعي"، واستخدام الأفراد القاطنين في مكان واحد، أو الذين يعملون في أماكن متقاربة سيارة واحدة، على أن يكون الأمر بالتبادل بينهم أسبوعياً أو شهرياً، حسب الاتفاق.

Ad

مبادرة "التوصيلة" دشنها طبيب بشري يُدعى فكري عبدالوهاب من محافظة الشرقية، طرح خلالها توصيل أكثر من فردين في سيارته الخاصة مجاناً في طريقه من وإلى الإسكندرية، حيث يعمل هناك في أحد المشافي الحكومية، موضحاً أن تلك المبادرة تنتشر في العديد من الدول، لتخفيف الازدحام وتوفير الاستهلاك.

فكري قال لـ"الجريدة" إن هناك عدداً كبيراً من الناس رحبوا بالفكرة، وبدأوا يعرضون توصيل غيرهم مجاناً.

"التوصيلة" انتشرت بالفعل في محافظات أخرى، ففي الفيوم (جنوب شرق القاهرة) قال أحمد سالم (مُعلم) لـ"الجريدة" إنه اتفق مع عدد من زملائه بالعمل على توصيل بعضهم بعضا بسياراتهم الخاصة بالتبادل فيما بينهم لترشيد استهلاك الوقود، مضيفاً: "ظروف الحياة باتت صعبة في ظل ارتفاع الأسعار، ويجب أن نتعاون جميعاً لمواجهة الأزمة".
طارق لطفي مصر