مع دخول الهدنة الدولية في الجنوب السوري حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم، ساد هدوء حذر محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، في حين دشنت الأمم المتحدة من دمشق تحضيراتها النهائية للجولة السابعة من مفاوضات جنيف.

وأفاد نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بهدوء نسبي جنوب سورية تخلله قصف متبادل بين المسلحين والقوات الحكومية في درعا، مشيرين إلى سقوط 8 براميل متفجرة من الطيران المروحي على قرية إيب في منطقة اللجاة بالريف الشمالي وقرية المال بالريف الشمالي الغربي، في حين تمكنت الفصائل من تدمير جرافة عسكرية أثناء قيامها بإزاحة السواتر الترابية قرب إيب.

Ad

ووفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فإنه بموجب مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد وقعها خبراء روس وأميركيون في عمان، ستشرف قوات الشرطة العسكرية الروسية على وقف النار في المحافظات الثلاث.

ويهدف الاتفاق إلى «تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري، وإنهاء الأعمال القتالية» من خلال وقف إطلاق النار على خطوط التماس بين الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وانسحاب الأخيرة من هذه الخطوط إلى ثكناتها، وتجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعاً إلى جنوب سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الملتزمة بالهدنة.

دور الأسد

وبينما أوضح وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أن «الأطراف الثلاثة اتفقت على أن يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول الى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، وإنهاء الأعمال العدائية وإيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل الى حل سياسي دائم للأزمة وفق مسار جنيف وقرارات مجلس الأمن، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الاتفاق مؤشراَ أول إلى أن الولايات المتحدة وروسيا قادرتان على العمل معاً في سورية.

وشدد تيلرسون، على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترى دوراً على المدى البعيد لبشار الأسد وعائلته بسورية، مشيراً إلى أن موقف بلاده لم يتغير من هذه القضية.

«جنيف 7»

إلى ذلك، وصل نائب مبعوث الأمم المتحدة رمزي عزالدين رمزي إلى العاصمة السورية أمس وبدأ اجتماعاً مع مسؤولين في وزارة الخارجية السورية تناول التحضيرات النهائية لعقد جلسة جنيف القادمة المقرر انطلاقها غداً بين وفود الحكومة والمعارضة.

وأكد رمزي للصحافيين في دمشق أن الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب سورية تطور إيجابي وخطوة في الاتجاه الصحيح، معتبراً أن ذلك سيساعد في دعم العملية السياسية المرتقبة.

بوتين وإردوغان

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في لقاء استغرق نحو ساعة أمس، الأزمة السورية وتحسين الأوضاع.

وأعرب بوتين، الذي اتفق مع ترامب خلال لقاء هيمن على مجريات قمة العشرين على الهدنة المفاجئة، عن شكره وتقديره لمواقف تركيا في العملية التفاوضية، مؤكداً أن ذلك ساهم في تكبيد «جماعات إرهابية» خسائر فادحة وتحسين الأوضاع.

من جهته، اعتبر إردوغان أن الجهود الروسية- التركية تعد مثالاً يحتذى لبلدان العالم، ومثالاً تشهد له المنطقة، مشيراً إلى أن «التوقعات كبيرة فعلاً في هذا الاتجاه». وأشاد إردوغان بالأهمية الكبيرة التي يحملها في طياته لقاؤه بنظيره الروسي، وأضاف: «أود في هذه المناسبة الإعراب لكم باسمي واسم شعبي عن بالغ الشكر على الدور الذي لعبتموه تجاه التسوية السورية».

قلعة الرشيد

وعلى الأرض، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) صباح أمس سيطرتها على قلعة هارون الرشيد ودوار المزرعة في مدينة الرقة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش».

وبحسب القيادي الكردي منذر قامشلو، فإن «قسد» بعد دخولها حي الرقة القديم أكبر معاقل التنظيم وأقوى دفاعاته في الجهة الشرقية وتوغلها لمسافة 700 متر باتجاه مركز المدينة، التفت على القلعة الأثرية من جهاتها الأربع، وسيطرت عليها وتقوم بتمشيطها بحذر.

وسيطرت أيضاً على دوار المزارع الواقع شمالي حي البريد وغربي مدينة الرقة، والذي يربط حي الرومانية المحرر بحي البريد الذي يشهد اشتباكات قوية منذ أسابيع، كما يربط حي الرومانية بحيّ حطين والنهضة.

ليرة الأسد

من جهة أخرى، أصدرت الحكومة السورية المؤقتة قراراً بمنع التعامل بالعملة الجديدة من فئة 2000 ليرة التي طرحها النظام قبل أيام وتحمل صورةً لبشار الأسد.

وكانت هيئات المعارضة أصدرت قراراتٍ بمنع تداول العملة الجديدة، التي لم تظهر بعد في مناطق سيطرتها، في حين غزت على الفور مناطق سيطرة النظام.