بعد سيطرتها على المدينة القديمة في الموصل، باتت القوات العراقية المشتركة تقاتل بشراسة تنظيم داعش الإرهابي في 150 ياردة لإعلان النصر الوشيك والكامل في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى التاريخية في بغداد.وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي أمس، عن سيطرة القوات على المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل، بينما أشارت إلى مقتل 35 عنصرا من "داعش" واعتقال ستة آخرين حاولوا التسلل إلى الساحل الأيسر للمدينة.
ونقل التلفزيون العراقي الرسمي في سلسلة أخبار عاجلة، عن المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول أن "قواتنا تسيطر على المدينة القديمة في الموصل"، مشيرا إلى أنها "أحبطت محاولة إرهابيي داعش الهروب من المدينة القديمة عبر نهر دجلة".وقال التلفزيون نقلا عن مراسليه الذين يعملون وسط قوات الأمن التي تحارب التنظيم المتشدد في المدينة القديمة: "هي معركة الأمتار الأخيرة... ونعلن النصر النهائي، ما هي إلا ساعات"، بينما نقل عن متحدث باسم الجيش أن دفاعات التنظيم تنهار، في حين قال قادة عراقيون إن "المتشددين يقاتلون من أجل كل متر باستخدام القناصة والقنابل والمفجرين الانتحاريين، مما يجبر قوات الأمن على القتال من منزل إلى منزل في متاهة من الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان".في السياق، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى أمس، بأن 12 من مسلحي "داعش" بينهم مسؤول ديوان تلعفر قتلوا في ضربات جوية داخل القضاء غرب الموصل، مضيفاً أن "ثلاث ضربات جوية استهدفت بشكل متعاقب رتلا لقيادي بارز عربي الجنسية في أطراف تلعفر غرب الموصل، ما أسفر عن مقتل 12 مسلحاً بينهم مسؤول ديوان القضاء".وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن المراكز الصحية التابعة لداعش في تلعفر مستنفرة منذ يوم أمس الأول، بسبب الإصابات الكثيرة في صفوف التنظيم نتيجة الضربات التي كانت دقيقة جدا.إلى ذلك، أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير يار الله أمس، عن تحرير باب الطوب وسوق الصاغة وشارع النجفي في الموصل القديمة. وقال يار الله في بيان، إن "قوات الشرطة الاتحادية تحرر باب الطوب بالكامل وسوق الصاغة وشارع النجفي"، مضيفا: "وبذلك تكون الشرطة الاتحادية قد أكملت المهام المنوطة بها في المدينة القديمة والساحل الأيمن من الموصل".
150 ياردة
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية كشفت في وقت سابق أمس، عن وجود 200 عنصر من تنظيم "داعش" مع زوجاتهم "الانتحاريات" مازالوا متحصنين وسط المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل.ونشرت الصحيفة تحقيقا كتبه موفدها إلى الموصل أنتوني لويد، يصف فيه القتال الدائر للاستيلاء على ما يقول إنها آخر 150 ياردة يتحصن فيها مسلحو تنظيم "داعش".وقال لويد إن "النصر يتقدم ببطء في أزقة الموصل القديمة المدمرة، تحت سماء الصيف المحرقة ووسط رائحة الجثث المتعفنة، وحيث لا تسمع أي صوت سوى أصوات أولئك الذين يواصلون القتال في المعركة التي كان من المفترض أن تنتهي قبل أسابيع"، مضيفا أن "القوات العراقية ستهزم آخر وحدات التنظيم هناك، لكن الفوز النهائي في المعركة لم يتحقق بعد".وأشار إلى أن "نحو 200 من مسلحي التنظيم مع زوجاتهم الانتحاريات مازالوا متحصنين وسط المدينة القديمة وقد اختزلت المساحة التي يسيطرون عليها إلى مجرد مساحة بعرض 150 ياردة"، موضحا أن هذه المقاومة منعت الإعلان الرسمي عن الانتصار على التنظيم في الموصل التي تشن السلطات العراقية حملة عسكرية منذ تسعة أشهر لاستعادتها من أيدي مسلحي التنظيم".وبين لويد أن "مستوى حمام الدم والعنف الجاري في معارك استعادة تلك الأمتار الأخيرة يجعل من كلمتي تحرير وتدمير صنوين".مؤتمر بغداد
على صعيد آخر، اعتبر النائب في البرلمان العراقي عن اتحاد القوى محمود المشهداني أمس، أن "مؤتمر بغداد الوطني" الذي سيعقد يوم الخميس المقبل، لا يخضع لإرادات خارجية.وقال المشهداني في مؤتمر صحافي، إنه "سيتم توجيه دعوات إلى جميع النواب السابقين والحاليين والقوى السياسية والرئاسات الثلاث لحضور المؤتمر"، مبيناً أن "عدد النواب الذين قرروا المشاركة بالمؤتمر يبلغ 22 نائباً".وأضاف أن "مؤتمر بغداد الوطني هو مؤتمر عراقي بحت ينطلق تحت شعار نعم لدولة المواطنة وكلا لدولة المكونات، وهو لا يخضع لإرادات خارجية وعلى الجميع تلبية دعوتنا، وهو هدية لجماهيرنا في المناطق المنكوبة وللدماء التي سالت وضحت لتحرير تلك المناطق"، مبيناً أن هذا المؤتمر "للرد على جميع المؤتمرات الخارجية والتدخلات في الشأن الداخلي التي إن سرنا خلفها فستعيدنا لمربع ما قبل تنظيم داعش وتؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي".محافظ البصرة يفنّد اتهامات بالفساد وينسبها إلى لبناني
اعتبر محافظ البصرة ماجد النصراوي، أمس، أن العقد الذي أبرمه مع شركة خليجية لشراء الطاقة الكهربائية لا ينطوي على فساد، متهماً رجل أعمال لبنانياً بعرقلة المشروع.وقال النصراوي خلال مؤتمر صحافي، إن "البصرة فيها لوبي متمثل برجل أعمال لبناني، ورجل ينتمي إلى كتلة سياسية معرفة، فضلاً عن مسؤول محلي آخر، وبين هؤلاء مصالح مشتركة"، مبيناً أن "هذا اللوبي حاول السيطرة على المشاريع في البصرة، وحاولنا منعه مراراً وتكراراً".ولفت المحافظ إلى أن "عقد شراء الطاقة الكهربائية، الذي وقعته قبل أيام مع شركة داو الجميح، لا ينطوي على أي فساد، وسأتوجه الى محكمة النزاهة لإيضاح كل الحقائق وتقديم الوثائق التي تثبت ذلك"، مضيفاً أن "رجل الأعمال اللبناني طردته شركة داو الجميح، لذلك نالت البصرة العقوبة، حيث إنه يضغط على الشركة لإرجاعه، وقام من خلال مسؤولين بالتأثير على موظفين وتنفيذ حملات تسقيط وتخويف لمنع توقيع العقد، ولديّ تسجيلات سأقدمها للقضاء وأعلنها في الوقت المناسب".وأشار إلى أن "بعض الموظفين في ديوان المحافظة تعرضوا لتهديدات وضغوط من أجل ألا يمرروا عقد شراء الطاقة، كما تعرض بعض أعضاء مجلس المحافظة للابتزاز"، معتبراً أن "المؤامرة يقف خلفها رجل الأعمال اللبناني مع شركائه، وهم الذين قدموا وثائق مزورة ضدي إلى السيد عمار الحكيم، وبعد أن ثبت للهيئة القيادية في المجلس الأعلى أنها مزورة طالبت بتحويلها الى هيئة النزاهة لتأكيد بطلانها".وأضاف النصراوي أن "تهديدات بالقتل تعرضت لها أيضاً، لذلك قمت بتوثيق تسجيلات فيها تفاصيل دقيقة يحتاج إليها الشعب العراقي، ليعرف كيف تقلب الموازين في البلاد"، موضحاً أن "ثقتنا تامة بالقضاء العراقي".