مع تحوُّل الكويت إلى مركز لحلحلة أسوأ أزمة يشهدها مجلس التعاون الخليجي على مدى تاريخه، أعطى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دفعة كبيرة لوساطة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لرأب الصدع بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، مناشداً جميع الأطراف احتواء الاحتقان الجاري والاستعجال في إيجاد حل عبر الحوار.وفي إطار جولة بدأها من السعودية وتقوده إلى قطر، وصل جونسون أمس إلى البلاد وأجرى مباحثات مع النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، تمحورت حول دعم بريطانيا الكامل للوساطة الكويتية ومساعي سمو الأمير الحميدة نحو مستقبل خليجي أكثر أمناً واستقراراً.
وبينما أعرب جونسون، خلال لقائه الخالد، عن قلق بلاده جراء استمرار هذه الأزمة التي دخلت شهرها الثاني، قلل من إمكانية تحوُّل المواجهة الحالية بين طرفَيها إلى عسكرية، مشدداً على أن «ما يريد الناس رؤيته هو وقف التصعيد وتحقيق تقدم نحو معالجة تمويل الإرهاب في المنطقة، وإنهاء المقاطعة». وبشَّر جونسون، الذي استبق بهذه الزيارة للكويت أخرى مماثلة مرتقبة من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، لعقد مباحثات بخصوص الأزمة، بأن «هناك إمكانية لإحراز تقدم في تخفيف التوتر، لكن ليس من المرجح التوصل إلى حل فوري».من جانبه، أثنى الخالد على مساعي المملكة المتحدة لإيجاد حل للأزمة، مثمناً دعمها لجهود سمو أمير البلاد في هذا الصدد. وفي أول رد فعل من الدول المقاطعة على تأكيد الدوحة أنها مستعدة لبحث كل «ما لا يتعارض والسيادة» برعاية «الوسيط الكريم»، دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور القرقاش، قطر إلى انتهاج سياسة «عقلانية وواقعية» من أجل إنجاح أي جهد دبلوماسي أو «وساطة خيِّرة».واعتبر قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» أمس، أن الرد القطري على قائمة الـ13 «تنقصه المسؤولية»، فضلاً عن أنه «مذهل في سذاجته وضعف حجته»، مشدداً على أن «الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة».
أخبار الأولى
«أزمة قطر»: دفعة بريطانية لوساطة الكويت وبشرى بحل «غير فوري»
09-07-2017