وسط أجواء مشحونة تخللتها أعمال عنف غير مسبوقة وتحذيرات من «تحالفات خطيرة»، توصّل قادة مجموعة العشرين (G20) إلى تسوية حول المناخ، ليجنبوا الولايات المتحدة قطيعة نهائية بعد إعلانها الانسحاب من اتفاق باريس.ونجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أن يحصل من المجموعة على بيان «يأخذ علماً» بانسحاب الولايات المتحدة، ويتيح مواصلة سياسة أميركية مختلفة في ملف المناخ.
وتضمن البيان الختامي للقمة التزام الأعضاء التسعة عشر بالتطبيق «السريع» لاتفاقية باريس لحماية المناخ، وأضيف إليه عبارة أن عدول الولايات المتحدة عنها تمت «الإحاطة به علماً»، في رفض واضح لرغبة ترامب في إعادة التفاوض حول الاتفاقية، وذلك بوصفها «لا رجعة فيها».وعلى سبيل المجاملة لترامب، الذي توارى عن الأنظار خلال إحدى جلسات العمل وحلت مكانه ابنته إيفانكا على طاولة الرؤساء رغم أنها مجرد مستشارة، تمت إضافة عبارة في البيان توضح عزم الولايات المتحدة على تعزيز التعاون مع دول أخرى في حماية المناخ، ومساعدتها على «استخدام المحروقات الحفرية بطريقة أكثر فعالية، وأقل تلويثاً للبيئة».وبينما اعتبرت أن البيان الختامي يوضح حجج الخلاف مع واشنطن بشأن المناخ، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وجود «خلافات عميقة» بينها وبين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وخصوصاً على صعيد احترام دولة القانون وانسحاب القوات الألمانية من قاعدة إنجرليك العسكرية التركية.
وفي وقت توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحسن التعاون بين واشنطن وموسكو، أبلغ ترامب نظيره الصيني شي جينبنغ، على هامش القمة، ضرورة التحرك لتسوية الأزمة مع كوريا الشمالية.وفي ظل تصاعد حدة الاشتباكات، أجرت شرطة هامبورغ، صباح أمس، عمليات تفتيش لخيم نشطاء مناهضين للرأسمالية بحثاً عن أسلحة، ونفذت حملة اعتقالات.وفي أجواء مشحونة، تدخلت قوات خاصة مدججة بالسلاح لردع النشطاء اليساريين الذين حاولوا انتزاع السيطرة على الشوارع من أكثر من 15 ألف رجل شرطة، وأضرموا النار في سيارات وشاحنات، وحطموا نوافذ بنوك، ونهبوا متاجر للتجزئة، ورشقوا الشرطة بمقذوفات قبل أن تتمكن السلطات من استعادة النظام.ومع انتهاء اجتماعات اليوم الأول لزعماء أكبر 20 اقتصاداً في العالم، عبّر البابا فرنسيس عن قلقه حيال إمكانية عقد «تحالفات خطيرة جداً» بين قوى لديها نظرة مشوهة للعالم، ومنها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وكوريا الشمالية، والنظام السوري، خصوصاً بالنسبة إلى المهاجرين والفقراء والمستضعفين.وانتهت المحادثات الثلاثية بين الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إيجاد حل للصراع في أوكرانيا بدون إحراز تقدم، لكنهم اتفقوا على ضرورة اتخاذ خطوات للتغلب على تعثر وقف إطلاق النار وتنفيذه بشكل شامل.