تواجه المظاهر الاحتفالية المصاحبة لما يعرف بـ"الموالد" في مصر شبح الاندثار، رغم أن المولد الذي تجرى فعالياته إلى جوار ضريح الولي، يعد ظاهرة راسخة في وجدان الشعب المصري، وتم تجسيدها في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي حملت نفس الاسم "المولد".

وقل الاهتمام كثيراً بالموالد في ظل التطور السريع للكنولوجيا الحديثة، لاسيما الألعاب الشعبية التي كانت تجتذب الشباب، مثل ركوب "المراجيح"، ولعبة القوة الشهيرة بـ"المدفع"، حيث تراجعت أمام "البلاي ستيشن" وغيرها من الألعاب الحديثة.

Ad

الفيوم التي تقع (140 كيلومتراً جنوب شرق القاهرة) هي إحدى المحافظات التي تنتشر فيها الأضرحة واحتفالات الموالد، حيث شهدت منذ عدة أيام الاحتفال بمولد الشيخ علي الروبي، الذي يعد أكبر أضرحة الفيوم، وتحمل المنطقة التي يقع فيها اسمه "حي الروبي".

يقول أحد سكان المنطقة يُدعى أحمد ناصر (62 عاماً) لـ"الجريدة": "مولد سيدي العارف بالله الشيخ علي الروبي، لم يعد مثل ذي قبل، فقد كان يأتي للاحتفال به آلاف الأشخاص من كل محافظات مصر، والآن يقتصر الاحتفال به على عدد قليل من الأشخاص، لكنه مازال يحتفظ بمظاهره القديمة من الألعاب الشعبية كالمراجيح".

من جانبه، يرى أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الفيوم، وجيه الشيمي، أن سبب تراجع الاحتفال بالموالد الشعبية يعود إلى زيادة الوعي المجتمعي والديني لدى الناس مع انتشار وسائل الإعلام، خصوصاً أن التبرك بأولياء الله الصالحين ليس له أصل في الدين.