بعد ساعات من وصف الكنيسة الكاثوليكية الفنزويلية النافذة والمعارضة تقليديا للسلطة التشافيزية نظامَ الرئيس الفنزويلي اليساري الشعبوي بأنه «دكتاتوري»، وبالتزامن مع اليوم المئة من التظاهرات ضد نظامه، أعلنت المحكمة العليا المؤيدة للرئيس أمس الأول اطلاق ليوبولدو لوبيز أهم رمز للمعارضة من السجن لـ«أسباب طبية»، ووُضع على الفور في الاقامة الجبرية في منزله بكراكاس، بعدما امضى اكثر من ثلاث سنوات في الاعتقال.

ولوح لوبيز الذي كان مبتسما، بعلم بلاده ورفع قبضته علامة الانتصار، امام عشرات من انصاره الذين تجمعوا امام منزله. وكان لوبيز وعد في رسالة مكتوبة تلاها فريدي غيفارا العضو مثله في حزب الارادة الشعبية، بـ«النضال حتى انتزاع الحرية لفنزويلا». وقال: «أواصل بقوة معارضتي لهذا النظام» التشافي الذي يرأسه مادورو، وريث هوغو تشافيز الذي كان رئيساً من 1999 الى 2013.

Ad

ويتعارض هذا التصريح بوضوح مع طلب مادورو الذي تمنى «رسالة سلام» من لوبيز. وينتمي لوبيز (46 عاما) مؤسس حزب «الإرادة الشعبية» العضو في الاشتراكية الدولية، الى عائلة عريقة، وهو حائز لإجازة في الاقتصاد من جامعة هارفرد الاميركية.

وتقول لويزا أورتيغا، المدعية العامة المعارضة، ان الافراج عن لوبيز محاولة من الرئيس مادورو «لتبييض صورته»، وأضافت: «لكن لا يمكننا استخدام شخص حرم من الحرية كما لو كان رهينة وجعله موضوع تفاوض».

وفي بيان، طلبت النيابة العامة التي لاتزال اورتيغا تتولاها رغم التهديدات «اعادة النظر» في تدابير الحرمان من الحرية المتخذة ضد ثلاثة معارضين مهمين آخرين منهم انطونيو ليديزما، رئيس بلدية كراكاس السابق.

ورحبت وزارة الخارجية الاميركية بالافراج عن لوبيز، معتبرة انه «خطوة في الاتجاه الصحيح».

من جانبهم، طالب الرؤساء الاسباني والارجنتيني والمكسيكي والبرازيلي على هامش قمة العشرين في هامبورغ بـ«الافراج عن جميع السجناء السياسيين وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية» في فنزويلا. ويأتي هذا الموقف الداعم للوبيز في حين بلغ الوضع في فنزويلا اقصى درجات التوتر، إذ اقتحم ناشطون مؤيدون لمادورو الاربعاء الماضي البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تشرف عليها المعارضة. واحتُجز آنذاك نحو 300 نائب وصحافي في البرلمان طوال تسع ساعات.

والتظاهرات ضد الرئيس الفنزويلي يومية تقريبا منذ ثلاثة اشهر، وأسفرت عن 91 قتيلا.

وقال الخبير السياسي لويس سالامنكا ان «الحكومة تسعى الى تهدئة الحركة الاحتجاجية» مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 30 يوليو.

ويواجه مادورو الذي يندد باستمرار بـ«مؤامرة» اعدتها الولايات المتحدة، ضغوطا كبيرة اذ ان 80 في المئة من الفنزويليين يعارضون حكومته، وقد فجر احتجاجاتهم نقص في المواد الغذائية والتضخم المتسارع، وارتفاع معدلات الجريمة، نتيجة تراجع اسعار النفط، المورد الاساسي لفنزويلا. وباتت صفوف الانتظار ساعات طويلة وعمليات النهب والسلب والقتل أمرا مألوفا.