في تصريح لـ «الجريدة»، يعلن الكاتب الكبير وحيد حامد نيته تقديم جزء ثالث من «الجماعة» منذ عصر السادات حتى يومنا، ويضيف أنه يقدِّم مشروعاً متكاملاً عن الإخوان ومنهجهم وأطماعهم في السلطة وعلاقتهم بالأنظمة داخل مصر وخارجها ودورهم في مختلف العصور، ومن المنطقي وجود أجزاء عدة، ويوضح أيضاً أنه يبدأ قريباً بوضع الخطوط الرئيسة والشخصيات ثم ينطلق بالكتابة لاحقاً.

كذلك يؤكِّد أنه غير مرتبط بالعرض في موسم بعينه، «المهم أن ينتهي من الكتابة الدقيقة المتأنية بتفاصيلها الدرامية والتاريخية، التي تأخذ غالباً عامين وبعدها يقرّر وقت العرض.

Ad

بدوره، يؤكِّد الكاتب وليد يوسف أنه منذ انطلاق البدء بالعمل قرَّر كتابته في جزأين لأن الأحداث تستدعي ذلك، ومن الصعب اختصارها في جزء، وهو فعلاً شرع بإنجاز الجزء الثاني بعد انتهاء الشهر الفضيل متفرغاً له، وعليه لا يعتبر ممن ينتظرون عرض الجزء الأول أو تحقيقه النجاح، فضلاً عن أن التعاقد مع بعض أبطال العمل جاء على أساس تقديم جزأين.

ويضيف يوسف أن نجاح الجزء الأول ربما يُغري صانعيه في تقديم جزء ثان، ولكنه ليس مبرراً لنجاح الأخير إن لم يكن على المستوى المطلوب وإن لم تكن القصة في الأساس تحتمل ذلك.

من جانبه، يشير شريف منير إلى أن أحداث المسلسل من الصعب جمعها بتفاصيلها في جزء واحد، ومن البداية كان القرار بصناعة جزأين، خصوصاً أن الدراما أخذت الكثير من الجزء الأول قبل الوصول إلى تفاصيل المهمة والصراع الرئيس، مضيفاً أن الدخول في المخابرات مباشرة يُفقد العمل كثيراً من التشويق، وكان لا بد من التمهيد للأحداث والشخصيات.

بدوره، يؤكِّد الكاتب باهر دويدار أن قرار تقديم جزء ثان من «كلبش» كان مجرد فكرة قبل عرض الجزء الأول، ولم يُحسم إلا بعد النجاح الكبير الذي حقّقه، مضيفاً أن مثل هذا القرار لا تحكمه الكتابة فحسب، بل عوامل كثيرة من بينها الإنتاج وتوقيت العرض ورد فعل الجمهور تجاه الجزء الأول. ويضيف أنه عند تقديم «حكايات بنات»، كان من المفترض صناعة أربعة أجزاء، وبعد الأول منها ترددنا وانتظرنا أربع سنوات إلى أن قدمنا الجزأين الثاني والثالث.

بالنسبة إلى دويدار، لا مانع من استغلال نجاح جزء في تقديم جزء ثان، «لأننا في النهاية نقدِّم العمل للجمهور وحكمه مؤشر مهم إلى الاستمرار في تقديمه أو لا».

توضح الناقدة ماجدة خير الله أن الأمر يختلف من مشروع إلى آخر: «في حالة «كلبش»، الجزء الثاني استغلال لنجاح العمل في رمضان الماضي، وهو ما دفع الصانعين إلى إعلان قرارهم هذا في نهاية الحلقة الأخيرة، ولكن الثيمة تحتمل تقديم جزء آخر من خلال شخصية سليم الأنصاري وما سيواجهه من فساد وجرائم تصنع مسلسلاً جيداً مليئاً بالحركة والإثارة كما في الجزء الأول. وتضيف خيرالله، أن الأمر ينطبق على «الجماعة» الذي يتحدَّث عن تاريخ «الإخوان المسلمين» على مدار 80 عاماً حتى الآن، من ثم يحتمل أجزاء عدة، وهو ما أعلنه وحيد حامد منذ عرض الجزء الأول ولا علاقة له بمدى نجاح أي جزء لأنه مشروع متكامل.

وتتابع: «لا يعني نجاح الجزء الأول نجاح الجزء الثاني بالضرورة، وأعمال عدة استغلت نجاح الأول وقدَّمت الثاني ولكن أخفق، كما «المال والبنون»، لأنه في البداية ارتكز إلى فكرة صيغت بدقة، أما الجزء الثاني فأُطلق استغلالاً للنجاح، ولم يكن بالجودة نفسها، وهو أمر ينطبق على مسلسلات عدة».

الناقد نادر عدلي

يرى الناقد نادر عدلي أن تقديم جزء ثان من «كلبش» استغلال لنجاح الجزء الأول الذي لم يتوقعه الصانعون، فلا مبرر درامياً لأي جزء جديد بعدما انتهى الجزء الأول ببراءة سليم الأنصاري وعودته إلى العمل، وهو ما كان يسعى إليه طوال الأحداث. يتابع: «لذا أعتقد أنهم سيستغلون الشخصية ويختلقون أحداثاً حولها كي تظلّ موجودة لأنها طوق النجاة الذي أنقذ كرارة من السقوط».

أما عن «الزيبق»، فيقول: «هو تقليد واضح لـ «رأفت الهجان» وتضمّن النهاية نفسها، أي سفر العميل إلى إسرائيل. والمهمة المخابراتية التي قام من أجلها المسلسل وردت كلها في القسم الثاني منه، فيما اكتفى القسم الأول بتقديم دراما ضعيفة للشخصيات». ويضيف عدلي أن من الطبيعي إنتاج جزء جديد من «الجماعة» الذي يرصد تاريخ «الإخوان المسلمين» من بدايته حتى الآن، وأن تامر محسن كان لديه من الذكاء لرفض مطالبة الجمهور على مواقع التواصل بجزء ثانٍ من «هذا المساء» رغم ما حققه من نجاح لأن لا مبرر درامياً لذلك، والأفضل إنتاج مسلسل جديد، لا سيما أنه مخرج يقدّم ما يقتنع به وتحركه الرغبة في صناعة كل جديد وجيد، وليس النجاح التجاري والحضور هدفيه الرئيسين.