قصف هنا وآخر هناك، ملاحقات بالنهار وحظر تجوال بالليل، كل هذا قد نتفهمه كسيناويين، في ظل حرب الدولة على الجماعات الإرهابية في بعض مدن محافظة شمال سيناء، أما أن يعاني 100 ألف سيناوي يسكنون مدينتي رفح والشيخ زويد عدم توافر حتى القليل من المياه الصالحة للشرب فهذا ظلم بين"... تلك كلمات اتفق عليها معظم من التقتهم "الجريدة" في المدينتين، والذين يعانون شحا كبيرا في المياه.

وسط موجة حارة لامست 50 درجة مئوية، حكى أحد سكان شبه الجزيرة المصرية، لـ"الجريدة"، تفاصيل الأزمة، حيث قال إنها موجودة بنسبة مختلفة منذ عام 1982، لكنها تفاقمت أخيرا، بسبب الحرب على الإرهاب.

Ad

ولفت إلى أن أهالي رفح والشيخ زويد منذ عام 1985 كانوا يعتمدون على مياه الآبار الجوفية، لكن بمرور الوقت زادت نسبة ملوحتها ولم تعد صالحة للشرب، فقررت الحكومة مد أنبوب مياه ليصل إلى رفح، وكانت حصة رفح والشيخ زويد من المياه 5 آلاف متر مكعب.

وقال السيناوي، الذي بدت عليه آثار الإجهاد، إن الأزمة تصاعدت في أعقاب ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، بسبب تعدي الإرهاب المتكرر على خط المياه من جهة، ووقف شركة المياه ضخ الحصص المكررة من جهة أخرى، ما فاقم الأزمة.

وأضاف: "حتى نوفر احتياجاتنا من المياه نشتري مياه الشرب في جراكن، بواقع جنيه للتر الواحد (الجنيه يساوي نحو 6 سنتات)، أما الثري منا، الذي قرر أن يشتري صهريج مياه، فعليه أن يدفع 300 جنيه (نحو 16 دولارا) يكفيه لمدة شهر تقريبا".

وعن محطتي تحلية المياه الموجودتين في الشيخ زويد ورفح، أوضح أن "تكرار انقطاع الكهرباء لمدد طويلة، أدى إلى توقف الخدمة فيهما، فضلا عن وجود عيوب تصميم في محطة الشيخ زويد، فلم تكن تنتج إلا 5 آلاف متر من المياه يوميا، وهي نسبة لا تكفي استهلاكنا".

وكان مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية إبراهيم محلب، وعد خلال زيارته الأخيرة لمدينة العريش، خلال يونيو الماضي، بفتح محطتي لتحلية المياه في منطقة المساعيد بطاقة 10 آلاف متر مكعب يوميا من المياه.

وقال محلب إن المحطتين ستبدآن العمل في 20 الجاري، ما يساعد على حل أزمة المياه في العريش، لكنه لم يتطرق إلى أزمة ندرة المياه في رفح والشيخ زويد، بينما قال النائب البرلماني رحمي بكير إنه تقدم بشكوى إلى لجنة الإسكان الاجتماعي، في مجلس النواب، التي قررت عقد اجتماع عاجل لمناقشة الأزمة.