بدا وقف إطلاق النار، الذي توصلت روسيا والولايات المتحدة والأردن إليه في ثلاث محافظات جنوب سورية، متماسكاً مع دخوله حيز التنفيذ ظهر اليوم ، وساد الهدوء على جبهات القتال الرئيسية.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن «الجبهات الرئيسية في درعا والقنيطرة والسويداء التي تتقاسم قوات النظام وفصائل معارضة بشكل رئيسي السيطرة عليها، تشهد توقفاً للمعارك والقصف منذ تطبيق الهدنة باستثناء سقوط قذائف متفرقة أطلقتها قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا».

Ad

وتشكل المحافظات الجنوبية الثلاث إحدى المناطق الأربع التي تضمنتها مذكرة «مناطق خفض التصعيد» التي وقعتها كل من روسيا وإيران وتركيا في أستانة في الخامس من مايو، قبل أن تخفق الأربعاء في الاتفاق على حدود هذه المناطق.

رضا وترحيب

وفي أول رد على الهدنة، أبلغ مسؤول حكومي «رويترز»، اليوم ، أن «السكوت علامة الرضا»، مضيفاً: «نحن نرحب بأي خطوة من شأنها وقف النار وإفساح المجال أمام المبادرات والحلول السلمية».

نتنياهو

بدوره، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتفاق وقف إطلاق النار بحذر، معرباً عن أمله أن «تأخذ روسيا والولايات المتحدة بعين الاعتبار مطالب إسرائيل بعدم إمكانية تثبيت القوات الإيرانية في سورية ضمن تنظيم وقف الأعمال القتالية في المناطق الجنوبية»، ومؤكداً أن «الجانبين يتفهمان الموقف وسينظران في مطالبنا».

أما إيران فلم يصدر عنها أي موقف، في حين أشار المراقبون الى أن الاتفاق سيشكل تحديا لها واختبارا لعلاقتها مع روسيا.

وقال نتنياهو: «سنمنع تمركز قوات إيرانية قرب حدودنا، وسنمنع أيضا تمركز الوجود العسكري الإيراني في سورية برمتها».

‏وأضاف: «سنحبط تعاظم حزب الله عبر الأراضي السورية، وخاصةً تزوده بالأسلحة العالية الدقة، وسنمنع تمركزه ميدانيا بالقرب من حدودنا».

«جنيف 7»

ويأتي بدء تطبيق وقف إطلاق النار عشية انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام في جنيف، وسط آمال ضئيلة بإمكانية تحقيق تقدم في تسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه عام 2011 في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.

ووسط هذا المشهد غير المستقر، من الصعب توقع وصول الجولة السابعة من المباحثات إلى منعطف يمكن التعويل عليه وبما يسمح بالتحرك على الجانب الانساني على الاقل، لاسيما أن مبعوث الامم المتحدة ستيفان ديمستورا يعتزم دعوة الاطراف المعنية الى عقد جولة ثامنة في اغسطس المقبل.

ووصل الوفد الحكومي ظهر اليوم الى جنيف برئاسة سفير دمشق لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في حين أعلنت المعارضة السورية أن وفدها برئاسة نصر الحريري سيصل بعد ظهر اليوم.

ويبحث طرفا النزاع في جنيف جدول اعمال الجولة السابقة، الذي يضم اربع سلال هي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الارهاب، بالتوزاي مع بحث خبراء وقانونيين مسائل «قانونية ودستورية» تتعلق بالعملية السياسية.

أولوية أميركية

اعتبر الجنرال مستشار الامن القومي هربرت ريموند ماكماستر، اليوم الأول، أن وقف اطلاق النار هو أولوية اميركية وخطوة مهمة نحو تحقيق سلام في كل الأنحاء، مشـــدداً على أن «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة هزيمة تنظيم داعش، والمساعدة على انهاء الصراع في سورية، والحد من المعاناة، وتمكين الناس من العودة الى ديارهم. ويعد هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الاهداف المشتركة».

ولفت ماكماستر إلى أن ترامب بحث في هذا الاتفاق «مع العديد من قادة العالم خلال قمة مجموعة العشرين» بألمانيا بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

عملية عفرين

في الشمال، توعد الرئيس التركي بشن هجوم ضد الميليشيات الكردية في مدينة عفرين، مجدداً رفض بلاده أي كيان كردي على حدودها.

وقال إردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ: «ما دام هذا التهديد الكردي مستمرا، سنطبق قواعد الاشتباك لدينا وسنرد بالشكل الملائم في عفرين»، مشدداً على ضرورة التخلي عن ازدواجية المعايير في مواجهة المنظمات الإرهابية، وضمان حصول تعاون وتضامن دولي ضد الإرهاب.

طراد روسي

في غضون ذلك، ذكر مصدر عسكري روسي مطلع أن طراد «الأميرال إيسين» الصاروخي غادر صباح اليوم قاعدة سيفاستوبول، قاصداً سورية للالتحاق بمجموعة السفن الروسية المرابطة على سواحلها.

انتخابات الجولان

من جهة أخرى، اعتبرت دمشق أن قرار إسرائيل إجراء انتخابات محلية في الجولان المحتل في أكتوبر المقبل انتهاك صارخ للقانون الدولي ومرفوض رفضا قاطعاً وجملة وتفصيلا، مؤكدة في رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن أن هدف الاحتلال ضم جزء لا يتجزأ من الاراضي السورية سيعود عاجلاً أم اجلاً».