مع بداية موسم العيد السينمائي في مصر، تنافس وبقوة فيلما «هروب اضطراري» لأحمد السقا، و«جواب اعتقال» لمحمد رمضان. وبحسب الأرقام ما زال الأول متقدماً. بناء عليه، انهالت التهاني على السقا من زملاء جيله، أحمد حلمي، ومنى زكي، وياسمين عبد العزيز. حتى محمد هنيدي الذي ينافس بعمل كوميدي في الموسم نفسه، لم يتأخر عن التهنئة في محاولة لدعم زميله كأنه ممثل عن جيلهم كله، واعتبر هؤلاء نجاح السقا انتصاراً مدوياً بعدما كان رمضان حوَّل الدفة لصالحة بنجاحه في حصد إيرادات قوية في أفلامه السابقة.

يرى محمد رمضان أن المنافسة قائمة في الفن كما في الرياضة والغناء، ومن الطبيعي أن يبحث الجميع عن النجاح. تابع: «لا وجود لأي صراع على الأقل من ناحيتي»، وإن كان ثمة صراع جيلين فعلاً في هذا الموسم فقد حسمته لصالحي، إذ تركت الخلطة التجارية بإرادتي لمناقشة قضية خطيرة وهي الإرهاب، في حين اعتمد الآخرون على هذه الخلطة للعودة إلى القمة وتحقيق إيرادات، علماً بأني أُجيدها تماماً وباستطاعتي تحقيق أعلى الأرباح من خلالها في أي وقت أريده، وسيحدث عندما أقدم فيلماً تجارياً، بالإضافة إلى أن الموسم لم ينته بعد».

Ad

ويضيف: «يشغلني في هذه المرحلة من مشواري الفني تقديم أعمال مهمة تبقى في تاريخي، فأتذكرها أنا والجمهور بعد سنوات، كي لا أقع في خطأ من سبقوني عندما أطلقوا أفلاماً تجارية وانشغلوا بالإيرادات، وبعد 15 سنة على الساحة ما زالوا بلا تاريخ فني حقيقي. جعلني هذا الأمر أشارك في «جواب اعتقال»، وفي عيد الأضحى أظهر بفيلم تاريخي مع المخرج الكبير شريف عرفة، وبعد ذلك مع المخرج الكبير داود عبد السيد، وهذه المشاركات أهم من أية أرقام لأنها الأبقى، أما الإيرادات ففي أقرب فيلم تجاري أحصدها بكل سهولة».

بدوره، ينفي محمد هنيدي أي حديث عن منافسة أو صراع بين جيلين، مؤكداً أن الأمر لا يعدو أكثر من تهنئة لزميل ولصديق العمر بالنجاح. ويضيف: «قدمت التهنئة للسقا رغم تجاوز فيلمه فيلمي، ما يؤكد أن الصداقة أكبر من أية اعتبارات أخرى»، موضحاً أنه سبق وهنأ زملاء له ومن جيل آخر على تألقهم في دراما رمضان، وأن الفن لا يعرف الصراعات ولا الكراهية بل الصداقة والزمالة إلى جانب المنافسة والنجاح.

رأي النقد

الناقد نادر عدلي يرى أن الصراع بين جيل السقا وأي جيل آخر متمثلاً في محمد رمضان يؤكّد سنة الحياة، «فقد حقّق جيل السقا قبل أكثر من 15 سنة أعلى الإيرادات، وسيطر على الساحة بعدما أزاح جيلاً آخر سبقه، والآن دارت عجلة الزمن وأصبح في الموقف نفسه، إذ ظهر جيل آخر قادم بقوة ويحاول أن يجد له مكاناً على الساحة وكان رمضان هو محور الاهتمام لأنه الأكثر نجاحاً وجماهيرية، فيما تراجع السقا وجيله تماماً في السينما والدراما».

يتابع: «عندما عُرض الفيلمان معاً سيطر الخوف والقلق على جيل السقا لأن هزيمة الأخير تعني هزيمة الجيل كله، بعد تراجع كل من هنيدي ومحمد سعد وغياب كريم عبد العزيز، وبعدما حقّق السقا النجاح اعتبروا أنه انتصار لجيلهم كله وقُبلة الحياة لاستمرارهم سنوات أخرى».

وعن الأرقام المُعلنة، يؤكّد عدلي أنها غير دقيقة، ولكن هذا الأمر لا ينفي تقدّم السقا وتراجع رمضان، ولكن من جهة أخرى نجد أن الأخير حقّق مكسباً أفضل بمقارنة إيراداته بتكلفة فيلمه القليلة، بينما ميزانية فيلم السقا ضخمة، وهو ما حرص عليه النجم المصري من البداية عندما تنازل عن جزء من أجره لصالح تنفيذ المعارك بشكل أفضل.

في السياق نفسه، ترى الناقدة ماجدة خير الله أن الصراع بين الجيلين قائم فعلاً على الأقل من ناحية السقا وجيله الذي بدأ يتراجع كلياً، سواء في السينما أو الدراما، وفي الكوميديا قبل أفلام الحركة، وجاء واضحاً إخفاق السقا وكريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز في موسم رمضان الماضي، وغياب معظمهم عن السينما سنوات طويلة، بالإضافة إلى تراجع نجمي الكوميديا محمد سعد ومحمد هنيدي لصالح النجمين الشابين علي ربيع وخاطر وغيرهما.

وتضيف: «سُنة الحياة ظهور جيل ورحيل آخر، وهو ما يعلمه السقا وجيله، لذا كانوا متربصين بنتيجة المنافسة في هذا الموسم».