التضخم السنوي في مصر يعاود مساره الصاعد إلى 29.8%

الجارحي: التراجع على أساس شهري يؤدي لهبوط سريع لأسعار الفائدة

نشر في 10-07-2017
آخر تحديث 10-07-2017 | 19:13
No Image Caption
قالت ريهام الدسوقي، من أرقام كابيتال، إن «الأرقام إيجابية، ولم تعكس بعد التغير في ارتفاع الوقود والكهرباء والقيمة المضافة، وأتوقع أن يكون الحد الأقصى لمعدل التضخم عند 35% خلال ثلاثة أشهر».
أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن معدل التضخم السنوي في مدن مصر عاود مساره الصاعد في يونيو المنصرم، لكن بوتيرة أبطأ مرتفعاً إلى‭‭‭‬‬ 29.8‭‭ ‬‬‬في المئة، بعد أن كان تراجع للمرة الأولى منذ ستة أشهر في مايو الماضي إلى 29.7 في المئة.

لكن وتيرة تضخم أسعار المستهلكين في المدن تراجعت على أساس شهري إلى 0.8 في المئة في يونيو الماضي من 1.7 في المئة في مايو، وهو نفس مستوى أبريل، الذي شهد تراجعاً من 2 في المئة في مارس.

وفي تصريحات لـ«رويترز»، وصف وزير المالية المصري عمرو الجارحي هذه البيانات بأنها «إيجابية جداً»، وتُنبئ باستقرار التضخم في فترة وجيزة عند مستويات مقبولة.

وقال الجارحي إن «استمرار تراجع نسبة التضخم على أساس شهري سيؤدي إلى انخفاض سريع في أسعار الفائدة».

ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة الأساسية 200 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي رفع أسعار الفائدة إلى 700 نقطة أساس في أقل من تسعة أشهر وألف نقطة أساس في نحو عام ونصف العام.

وعزا البنك المركزي قرار رفع الفائدة إلى محاولة السيطرة على التضخم السنوي، والوصول به إلى مستوى في حدود 13 في المئة في الربع الأخير من 2018.

وقالت كابيتال إيكونوميكس للأبحاث، ومقرها لندن، إنه مع بدء تلاشي تأثير هبوط الجنيه في العام الماضي، يبدو أن التضخم يتجه إلى هبوط حاد في نهاية 2017، ومن المرجح أن يجعل خفض أسعار الفائدة على جدول الأعمال... نتوقع خفض أسعار الفائدة على الودائع لتستقر عند 12.75 بحلول نهاية 2018، والخفض الأخير للدعم يعني أن التضخم سيرتفع قليلاً في الأشهر المقبلة».

وكانت مصر قلصت دعم أسعار الوقود أواخر الشهر الماضي، ثم أعلنت الأسبوع الماضي زيادات جديدة في أسعار الكهرباء في خطوات من المتوقع أن تدفع معدلات التضخم لمزيد من الصعود خلال شهر بيانات يوليو، التي سيعلن عنها في أغسطس، وهو ما يترقبه المحللون.

وتوقع الجارحي أن «يستقر معدل التضخم الشهري خلال أربعة أشهر بين 1 و 1.25 في المئة».

وكان التضخم بدأ موجة صعود حادة عندما تخلت مصر في الثالث من نوفمبر الماضي عن ربط سعر صرف الجنيه بالدولار الأميركي، ورفعت حينها أسعار الفائدة 300 نقطة أساس بجانب زيادة أسعار المحروقات.

وقفز معدل التضخم في المدن إلى 31.5 في المئة في أبريل مقارنة مع نحو 19.4 في المئة في نوفمبر و13.6 في المئة في أكتوبر.

وقال البنك المركزي المصري، إن معدل التضخم السنوي الأساسي ارتفع إلى 31.95 في المئة في يونيو من 30.57 في المئة في مايو.

ولا يتضمن التضخم الأساسي سلعاً مثل الفاكهة والخضراوات بسبب التقلبات الحادة في أسعارها.

وقالت ريهام الدسوقي، من أرقام كابيتال لـ«رويترز، إن «الأرقام إيجابية ولم تعكس بعد التغير في ارتفاع الوقود والكهرباء والقيمة المضافة... أتوقع أن يكون الحد الأقصى لمعدل التضخم عند 35 في المئة خلال ثلاثة أشهر».

واستقرت أسعار معظم الخضراوات والفاكهة في عدد من محافظات مصر على الرغم من رفع أسعار الوقود نهاية يونيو.

وقالت سامية جابر، ربة منزل من مدينة الإسكندرية الواقعة شمال مصر: «زمان كنا بنشتري أربعة كيلوغرامات من الخضار دلوقتي مش بنقدر نشتري غير كيلو واحد وساعات نصف كيلو علشان المصروف اليومي يكفي أننا نشتري لحمة أو فرخة جنب الخضار».

وقال أحمد كوجك نائب وزير المالية المصري للسياسات المالية لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر، إن معدل التضخم على أساس سنوي سيزيد بين ثلاثة و4.5 في المئة وفقاً لتقديرات ودراسة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بعد رفع أسعار الوقود.

وقالت هيام ممدوح ربة منزل من محافظة كفر الشيخ الواقعة شمال غربي القاهرة، إنه بعد ارتفاعات أسعار الوقود والكهرباء والعديد من الخدمات «ورقة المئة أصبحث مثل ورقة العشرة جنيهات. كل حاجة زادت ولا توجد رقابة في الأسواق. محتاجين خمسة آلاف جنيه شهرياً لنستطيع العيش مستورين».

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في مصر 1200 جنيه شهرياً.

وتنفذ حكومة شريف إسماعيل سلسلة إصلاحات اقتصادية منذ نهاية 2015 وحتى الآن سعياً لإنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مسار النمو وشملت الإصلاحات زيادة أسعار الطاقة والدواء وتحرير سعر الصرف وإقرار قوانين جديدة للاستثمار وتعديلات على قانون ضريبة الدخل وإقرار قانون ضريبة القيمة المضافة والموافقة مبدئياً على قانون للإفلاس.

ويشكو مصريون من بين ملايين يعيشون تحت خط الفقر من أنهم قد لا يجدون قوت يومهم بعد زيادة أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ثمانية أشهر في يونيو، وأسعار الدواء للمرة الثانية في مايو، وأسعار تذاكر قطارات مترو الأنفاق الذي يستخدمه ملايين المصريين في مارس.

وشكا محمد نعمان، وهو موظف متقاعد، من أن مجمل دخله بعد معاش التقاعد الذي يبلغ 1600 جنيه «لا يكفي لشراء الدواء ولا الأكل ولا طلبات الأولاد. أبحث عن عمل جديد لتلبية طلبات الأولاد».

back to top