وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الكويت أمس، في زيارة تهدف إلى دفع جهود الوساطة التي يقودها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لاحتواء "أزمة قطر" والحيلولة دون تفاقم الخلاف بين الدوحة والدول الأربع المقاطعة لها، السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وقالت الخارجية الأميركية، إن جولة تيلرسون، التي تعد أول مهمة دبلوماسية مكوكية له في الخليج، تشمل قطر والسعودية، وستستمر حتى الخميس المقبل، لإجراء محادثات مع قيادات خليجية، سعياً منه إلى تخفيف حدة التوتر بين الدول المعنية بالأزمة.

Ad

وقبل قدومه إلى الكويت، بحث تيلرسون الأزمة القطرية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة أمس الأول.

ويُعد تيلرسون رابع مسؤول دولي يزور الكويت والمنطقة منذ يوم الأربعاء الماضي، وقد سبقه وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. فيما يستعد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لزيارة البلاد في الأيام المقبلة.

جولة إردوغان

في غضون ذلك، أعرب الرئيس التركي عن تأييده لجهود الوساطة التي تبذلها الكويت من أجل حل الأزمة الخليجية. وكشف إردوغان في تصريحات أمس، عن نيته القيام بجولة خليجية للمساهمة في إعادة الحوار بين طرفي الأزمة.

وقال إنه يخطط لـ "زيارة قطر والكويت والسعودية على وجه التحديد في جولة دبلوماسية بعد 15 يوليو" والتي تصادف الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا.

وتأتي التحركات الدولية الداعمة لجهود سمو الأمير سعياً للسيطرة على الأزمة والحيلولة دون تفاقم الخلاف، بعد أن سحبت الدول الأربع قائمة مطالب تضمنت 13 مطلباً من الدوحة وتعهدها باتخاذ إجراءات جديدة للضغط على الدوحة من أجل تغيير سياساتها التي وصفتها بـ"العدائية".

وكانت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أعلنت يوم 5 يونيو المنصرم فرض عقوبات اقتصادية ومقاطعة دبلوماسية على قطر بدعوى "دعمها للإرهاب" وهو ما نفته الدوحة، واعتبرت أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".

شكر سعودي

إلى ذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي، في بيان، أن الإجراءات، التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها، مشدداً على أن "الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية".

وذكر أن "الإجراءات ضد الدوحة تهدف إلى تصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها".

وتطرق المجلس في الجلسة التي عقدها برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان، إلى البيان المشترك الذي أصدرته السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد تسلّم الرد القطري من الوسيط الكويتي.

وجدد المجلس "الشكر والتقدير لسمو أمير دولة الكويت على مساعيه وجهوده لحل الأزمة، في إطار حرص سموه على وحدة الصف الخليجي والعربي".

وفي وقت يتمسك طرفا الأزمة، كل بمواقفه، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن المملكة مستمرة في مقاطعتها لقطر "ما دامت تدعم الإرهاب وتمول تنظيمات الإرهابية".

وقال الجبير خلال لقائه مع التلفزيون الألماني، إن محور الأزمة بين قطر وجيرانها العرب يتلخص في صلتها بالعناصر المتطرفة، والتدخل في شؤون الدول العربية.

وأوضح الجبير أن دول المقاطعة الأربع ملتزمة باستمرار المقاطعة مع قطر إلى حين قبولها المطالب والتخلي عن دعم الإرهاب.

وفي موازاة ذلك، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على عزم الدول الأربع تغيير السياسات القطرية التي "تقف خلف زعزعة الاستقرار الإقليمي من خلال دعم وتمويل وإيواء التنظيمات الإرهابية".

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الوزير المصري، أمس الأول، مع الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني تم خلاله استعراض تطورات "أزمة قطر".

ولاحقاً، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ناقش معه سبل حل الخلاف مع قطر عبر الحوار.

تميم وبنسودا

في المقابل، التقى أمير قطر، تميم بن حمد، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا في الدوحة أمس الأول.

وذكر بيان لوكالة الأنباء القطرية، أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن اطلع بنسودا على "الإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد قطر".

والتقت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية مسؤولين في اللجنة التي شكلتها الدوحة من أجل المطالبة بتعويضات للمتضررين من العقوبات المفروضة عليها.

وأعلن النائب العام القطري علي المري، أمس الأول، تشكيل لجنة للمطالبة بالتعويضات للقطاعين العام والخاص بسبب المقاطعة. وأكدت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان في وقت سابق أن أكثر من 13 ألفاً تضرروا من الحصار بشكل مباشر.

كما بعث أمير قطر برسالة إلى سلطان عمان قابوس الثاني تناولت "العلاقات الطيبة" بين البلدين بالتزامن مع وصول وفد استثماري وسياحي قطري إلى مسقط أمس لبحث سبل تعزيز التعاون.