العبادي يعلن استعادة الموصل بالكامل

تحرير المدينة نجاح كبير لاستراتيجية واشنطن في التدريب

نشر في 10-07-2017
آخر تحديث 10-07-2017 | 19:42
أحد الجسور القديمة على نهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل كما بدا أمس          (رويترز)
أحد الجسور القديمة على نهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل كما بدا أمس (رويترز)
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس استعادة مدينة الموصل بالكامل وتحريرها من تنظيم «داعش»، موجهاً تحية الى الجنود الذين شاركوا في المعارك.

وشدد العبادي في بيان النصر الذي ألقاه من مقر عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل، وسط قادة الجيش العراقي، على أن تنظيم «داعش» انهار في المدينة، وانتهت «دويلته اللئيمة»، وان العراقيين انتصروا على الوحشية والإرهاب.

وتتجه الأنظار إلى المهمة الكبيرة في إعادة بناء المدينة ومساعدة المدنيين، وسط تحذير منظمات إغاثية من أن الأزمة الإنسانية في العراق لم تنته بعد. ووفقا لبيان صادر عن مكتبه، قال العبادي إن "طموحنا هو أن يعود جميع النازحين وأبناء الأديان والقوميات والمذاهب، ومنهم الإخوة المسيحيون بشكل خاص، إلى بيوتهم في الموصل، والرد الطبيعي على داعش هو أن نتعايش معا"، مشددا على أن "تنوعنا فخر لنا، ويجب الحفاظ عليه، وإفشال مخطط التنظيم الذي أراد صبغ العراقيين بلون واحد".

وأضاف: "واجبنا هو حماية المواطنين وتقديم الخدمات لهم بغض النظر عن انتمائهم، وفي عنقي كمسؤول التعامل مع جميع العراقيين دون تمييز"، داعيا الجميع إلى "الحفاظ على النصر الذي تحقق بشجاعة قواتنا وتضحياتها".

وكانت مصادر أمنية عراقية قالت إن العبادي أمضى ليلته في قيادة العمليات بالموصل لمتابعة سير المعارك في المناطق المتبقية من الموصل القديمة.

وتفقد العبادي، أمس الأول، مناطق متفرقة من الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة، كما التقى القيادات الأمنية والعسكرية.

وتلقى، أمس، اتصالات من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تبادلا خلاله التهاني بالانتصار في الموصل، مشددين على ضرورة "مواصلة التنسيق والتعاون بين الجانبين في الحرب ضد الإرهاب". ويمثل الانتصار الذي تحقق على تنظيم "داعش" في الموصل لحظة حاسمة ليس للجيش العراقي وحده، بل للخطة الأميركية التي تقف وراء ذلك الانتصار أيضاً.

فعوضا عن نشر أعداد كبيرة من الجنود الأميركيين على الأرض، تقضي الاستراتيجية الأميركية في العراق وسورية بشن ضربات جوية بدون توقف، ترافقها تدريبات متواصلة وتقديم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل بالوكالة.

ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان النتيجة واضحة. فبعد ثلاث سنوات على الانهيار أمام اجتياح الجهاديين لمساحات واسعة من العراق، أصبحت القوات الأمنية العراقية جيشا يتمتع بقدرة قتالية عالية ظهرت في حرب مدن شرسة.

وقال ضابط أميركي كبير خدم في العراق في 2015- 2016 إن "التدريب يؤتي ثماره"، مضيفا ان هذا التدريب "مكّن العراقيين من استعادة بلادهم".

وهذه تصريحات بعيدة كل البعد عما كان وزير الدفاع الاميركي آنذاك آشتون كارتر قد أعلنه في مايو 2015 عن أن القوات العراقية "لا تبدي أي رغبة في القتال".

وذكر المسؤول العسكري نفسه أن "الأمر كان مدهشا"، مضيفا: "حتى (تنظيم) الدولة الاسلامية فوجئ على الارجح بالسرعة التي انهار فيها الجيش العراقي".

وتركزت المهارات التي تعلمها الجنود العراقيون في الفترة بين 2008 و2011 على محاربة تمرد، وليس على وقف تقدم سريع لجيش جهاديين. وقال المسؤول "كنا نحتاج إلى جيش يمكنه خوض حرب تقليدية".

ونجم قرار استخدام بضع مئات من الجنود الأميركيين وغيرهم من الخبراء العسكريين الغربيين لتدريب مقاتلين محليين، جزئيا، عن حرب العراق التي قتل فيها أكثر من 4400 جندي أميركي.

وفي صيف 2015 بدأ مستشارون من التحالف تقديم الارشادات للعراقيين بشأن الحرب التقليدية، والقتال في وحدات صغيرة وإقامة الدفاعات وكيفية خرق حقول الألغام وغير ذلك.

وبنهاية ذلك العام، بدأ العراقيون تسديد الضربات لتنظيم الدولة الإسلامية واستعادوا السيطرة على الرمادي.

وحتى بداية الشهر الجاري، كانت قوات التحالف دربت نحو 106 آلاف من القوات الأمنية العراقية، بينهم 40 ألف جندي عراقي و15 ألف شرطي وستة آلاف من حرس الحدود و21 ألفا من البيشمركة الأكراد و14 ألفا من قوة النخبة الخاصة بمكافحة الإرهاب، إضافة إلى 9500 من "قوات الحشد العشائري" المؤلفة من مقاتلين من العشائر السنية.

ورأى جون سبنسر الباحث في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت أن معركة الموصل كانت "أكبر دراسة حديثة تنبئ بما ستكون عيله حرب (مدن) في المستقبل".

وقال "إنها نتيجة نهائية لبناء جيش وقوة شرطة لمكافحة الإرهاب تكون قادرة على القتال، ولا ترسل سوى بضع مئات من الجنود والدعم الجوي للاسناد". وتطبق الولايات المتحدة الاستراتيجية نفسها في سورية، حيث قام عناصر كوماندوس بتدريب ائتلاف من المقاتلين العرب والأكراد.

وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس انه "عصر المناوشات المتكررة" عندما تكون القوات المحلية اساسية لطرد مجموعات خارج اطار الدول.

وصرح في مقابلة مع "سي بي إس نيوز" الاخبارية بقوله: "سنطبقها بجانب دول أخرى ومن خلالها".

back to top