«جنيف 7» يستكمل «السلال» والأسد يخرق هدنة الجنوب

• ديميستورا لتفكيك العقد
• لافروف: مزيد من الخطوات الأميركية - الروسية
• طهران لتوسيع وقف النار

نشر في 10-07-2017
آخر تحديث 10-07-2017 | 21:15
سوري يمر بدراجته النارية بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لقوة الأمم المتحدة في القنيطرة أمس (رويترز)
سوري يمر بدراجته النارية بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لقوة الأمم المتحدة في القنيطرة أمس (رويترز)
انطلقت جولة جديدة من مفاوضات «جنيف» بين السوريين في حين تعرضت الهدنة المفروضة في جنوب سورية - بموجب اتفاق روسي أميركي أردني- لخرق من قوات الرئيس بشار الأسد لكنها بقيت متماسكة إلى حد كبير.
بالتزامن مع اليوم الثاني من وقف إطلاق النار في جنوب سورية، وفق الاتفاق الروسي ـ الأميركي، انطلقت جولة سابعة من محادثات السلام بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمعارضة، برعاية الأمم المتحدة في جنيف، وسط آمال ضئيلة بإمكانية تحقيق أي تقدم في العملية السياسية.

وقال مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، الذي يبذل جهوداً منذ سنوات لإيجاد حل: "سنعمل بشكل مكثف جداً".

وفي مؤتمره الصحافي، أكد مبعوث الأمم المتحدة أن المباحثات جزء من مقاربة أوسع، فنحن لا نعمل في فراغ، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية لتفكيك العقد وتبسيط لأشد صراعات زمننا تعقيداً.

واعتبر ديميستورا أن عدم التصعيد يجب أن يكون مرحلة انتقالية في سبيل وقف شامل لإطلاق النار في سورية، ويجب ألا ينال من وحدة أراضيها أو يؤدي لتقسيمها، مشيراً إلى أن الوضع في إدلب صعب وهو قيد البحث والتفاوض، وهناك مركز عمليات يراقب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية.

وبدأت الجولة الجديدة، التي يرتقب أن تستمر حتى 14 الجاري، بلقاء بين ديميستورا والوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري.

ويستكمل طرفا النزاع بحث جدول الأعمال السابق المؤلف من أربع سلال هي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، بالتزامن مع اجتماعات تقنية تتناول "مسائل قانونية ودستورية".

وأقر ديميستورا في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن إثر انتهاء الجولة السابقة بوجود هوة عميقة بين الطرفين حيال القضايا الأساسية، لافتاً إلى أن ضيق الوقت أحبط عملية التقدم.

خرق الهدنة

ميدانياً، أطلقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً ضد الفصائل المعارضة في محافظة السويداء رغم سريان وقف لإطلاق النار في جنوب سورية.

وبينما ذكر الإعلام الرسمي، أن العملية تستهدف تنظيم "داعش"، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "قوات النظام بدأت هجوماً صباح الاثنين على الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، ترافق مع قصف للطائرات الحربية على مناطق الهجوم"، مؤكداً أنها تمكنت من السيطرة على عدد من القرى والبلدات والتلال كانت تحت سيطرة فصائل معارضة.

ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإن ريف السويداء توجد فيه فصائل معارضة، تتلقى دعماً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لكن وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أكدت أن هذه المنطقة كانت تحت سيطرة "داعش".

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري، أن "وحدات من الجيش بالتعاون مع الحلفاء تستعيد السيطرة على عدد من البلدات والقرى والتلال والنقاط الحاكمة في ريف السويداء الشرقي، بعد القضاء على أعداد كبيرة من تنظيم داعش الإرهابي".

درعا والقنيطرة

ويأتي هذا الهجوم غداة بدء وقف لإطلاق النار بموجب اتفاق روسي أميركي أردني يشمل السويداء ودرعا والقنيطرة، التي شهدت هدوءاً باستثناء بعض الخروقات المحدودة ليلاً وخصوصاً في درعا.

وذكر المرصد أن قوات النظام أطلقت قذيفتين على بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، تزامناً مع تبادلها القصف مع فصيل مقاتل في بلدة النعيمة في المنطقة ذاتها. كما سقطت قذيفتان مصدرهما النظام على درعا البلد.

وفي القنيطرة، تحدث المرصد عن استهداف متبادل بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام والفصائل في مناطق عدة، من دون تسجيل خسائر بشرية.

وتشكل المحافظات الجنوبية الثلاث، التي تتقاسم قوات النظام والمعارضة السيطرة عليها، إحدى المناطق الأربع، التي تضمنها اتفاق "مناطق خفض التصعيد" الذي وقعته كل من روسيا وإيران وتركيا في أستانة في الخامس من مايو.

توسيع الهدنة

وفي موقف لا يتضمن تأييداً صريحاً لهدنة الجنوب، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، إلى توسعة وقف إطلاق النار ليشمل كل مناطق تخفيف التوتر المتفق عليها في أستانة وكافة أنحاء سورية، مؤكداً - رداً على تقارير عن تباعد في موقف البلدين- أن طهران تبقى على اتصال دائم عبر القنوات الدبلوماسية مع موسكو بشأن التسوية السورية.

واعتبر قاسمي أن التصرفات الأميركية الأحادية في سورية "تتميز بالغموض وتثير القلق ويجب أن تتوقف".

لافروف

وأعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن موسكو ستستغل نجاح وقف إطلاق نار لاتخاذ المزيد من الخطوات مع الولايات المتحدة لحل الصراع السوري.

وأكد لافروف، في مؤتمر صحافي أمس، أن روسيا على اتصال دائم مع مسؤولين أميركيين بشأن الصراع في سورية، وتأمل التوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار في أجزاء أخرى من سورية.

في غضون ذلك، بدأ النظام المرحلة الثانية من عملية "الفجر الكبرى" بريف دمشق الشرقي، وسيطر على عدد من التلال الحاكمة بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش".

وقال مصدر ميداني، لوكالة "سبوتنيك"، إن "المرحلة الثانية من عمليات الفجر الكبرى جنوب محور مطار السين- ظاظا في ريف دمشق الشرقي"، مضيفاً: أن قوات الجيش تقدمت من جهة تل دكوة إلى تلال رغيلة والبقر والأصفر وخربة الأمباشي والكراعة، بالتزامن مع استعادتها سلسلة تلال استراتيجية بين تلال دكوة ورغيلة وريشة وتحرير مناطق واسعة بين سد ريشة وجبل مكحول وجبل سيس.

وأفاد المرصد بأن القوات الحكومية تمكنت من تحقيق تقدم جديد في الأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية بعد اشتباكات عنيفة استمرت طوال ساعات ليل الأحد ـ الاثنين مع "فيلق الرحمن" على محاور في منطقة عين ترما، مضيفاً أن هذا التقدم ضمن مساعي النظام المتواصلة لتقليص نطاق سيطرة الفصائل في أطراف الغوطة المحاصرة منذ عام 2013 ومحاولات تضييق الخناق على حي جوبر وفصله عنها.

قصف خاطئ

وعلى جبهة أخرى، نفت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أمس تقارير تركية عن مقتل 40 من عناصرها في قصف خاطئ من طائرات التحالف الدولي في ريف الرقة.

تركيا تؤكد مقتل 40 كردياً في قصف أميركي على الرقة و«قسد» تنفي
back to top