افتتح وزير الثقافة المصري الأسبق د. شاكر عبد الحميد وضيفة الشرف الفنانة القديرة سميحة أيوب، ملتقى «بصمات الفنانين التشكيليين العرب الثالث عشر» في أتيليه القاهرة، وخصصت دورة هذا العام لفن المنظر الطبيعي و«البورتريه»، فجسدت اللوحات ملامح التشكيل من تيارات فنية متعددة، ووزعت الميداليات وشهادات التقدير على الفنانين المشاركين.

ضمّ الملتقى أعمالاً من مختلف الدول العربية. شارك 58 فناناً من المملكة العربية السعودية، من بينهم عبد الرزاق المسعودي بلوحتين، وهالة فقيها، والقومسير سحر الجهني، وأحمد بخاري، وجسدت اللوحات ملامح البيئة في أرض الحجاز، وتراوحت بين فن «البورتريه» والمنظر الطبيعي.

Ad

عن مشاركته قال الفنان المصري أحمد عبد الجواد، إن الملتقى يتميَّز بفضاءات رحبة للإبداع، ويتيح للمشاركين تبادل الخبرات والثقافات، والتعرف إلى أحدث التجارب من مدارس فنية متنوعة، لافتاً إلى أنه شارك بلوحة «سمراء من الجنوب» المستوحاة من ملامح البيئة النوبية، والموحية بالأمل والإصرار على تجاوز الصعاب.

وذكرت الفنانة المصرية هدى عبد المنعم أنها تشارك في هذا الملتقى بلوحة مستوحاة من البيئة الساحلية في الإسكندرية، مشيرة إلى انتمائها إلى المدرسة التعبيرية التي بدت واضحة في مشاركتها في فعاليات جماعية، وفي معارضها الخاصة، من بينها «خيال إفريقي» حيث جسدت شغفها بالـ«موتيفات» العربية وبثراء الفنون التراثية في القارة السمراء.

من جهة أخرى، استضاف «آرت غاليري» في حي المهندسين معرض «انعكاس الروح». افتتحه الفنان الكبير د. أشرف رضا بمشاركة 28 فناناً وفنانة من مختلف الأجيال والمدارس الفنية، وتناغمت إبداعات الرواد والشباب، وجسدت أعمالهم ملامح الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة.

تضمن «انعكاس الروح» تيارات فنية عدة، من بينها الرمزية والتجريدية والتأثيرية، وملامح من مفردات الحياة الاجتماعية المصرية، حيث بدا واضحاً استلهام الفنون التراثية كالزخارف والنقوش على المعابد الفرعونية، والتناغم بين التجريب والأصالة والمعاصرة.

عن فكرة المعرض قالت د. نيفين فطين، مديرة الغاليري ومنسقة العرض، إن «انعكاس الروح» يرصد خبرات التجارب الحياتية للفنانين المشاركين، لتصبح اللوحات مرايا لأرواح محبة للحياة، وترسم لنا ملامح البهجة والشجن، وتمنح الرائي طاقة شعورية مفعمة بالحنين إلى أزمنة فائتة.

وألمحت فطين إلى أن «انعكاس الروح» يوثِّق الصلة بين الروح والعقل والمشاعر، حيث تتناغم جماليات اللوحات لفنانين رواد وشباب، وتتراكم التفاصيل الإنسانية وملامح الوجوه، معبِّرة عن مختلف الطبقات الاجتماعية، والارتحال عبر عصور وأزمنة فائتة، فضلاً عن إطلاق الخيال نحو مستقبل مفعم بالأمل، والانتصار لقيم الحب والعدل، ونبذ التعصب والتطرف الفكري.

تمثال العميد

انضم أخيراً إلى مقتنيات مكتبة الإسكندرية أحد أهم أعمال النحات المصري الكبير عبد الهادي الوشاحي «تمثال طه حسين»، وأهدته أسرة الفنان متمثلة في ابنه سيف الوشاحي، بمناسبة مرور 15 عاماً على افتتاح المكتبة، وتمثل المنحوتة إضافة مهمة، كونها الأبرز ضمن مجموعة «الوشاحي» الفنية المتفردة، والتي تُعد مدرسة خاصة في عالم النحت العربي.

يذكر أن التمثال عرض للمرة الأولى خلال معرض استعادي كبير لأعمال عبد الهادي الوشاحي في عام 2014 في قاعة أفق بالقاهرة، وهو من الأعمال الصرحية الكبيرة، وأبدعه الفنان الراحل بمادة البوليستر.

سبق الاتفاق مع أسرة عبد الهادي الوشاحي على صب التمثال بالبرونز، ووضعه داخل جامعة القاهرة ونال آنذاك موافقات وزارية، لكن لم يحدث أي تفعيل لهذا القرار حتى الآن، وأهدت أسرة الفنان التمثال الذي استغرق إعداده نحو خمس سنوات إلى مكتبة الإسكندرية باعتبارها منارة ثقافية وحضارية في العالم العربي.

يُشار إلى أن الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي (1936 – 2013) أحد أبرز النحاتين العرب، وله رصيد هائل من الإبداعات المتفردة، من بينها تمثال عميد الأدب العربي د. طه حسين جالساً في أناقة وشموخ، وذراعاه تمتدان على نحو يرمز إلى عطاء الفكر والقلم، ويتسلل الضوء من فجوات في رأس التمثال إلى منطقة العينين، فيشع منهما نور يوحي بالبصيرة رغم «كف البصر».