«البواب»... من الدكة إلى المكتب
ارتبطت مهنة حارس العقار (البواب) بتقاليد راسخة في العديد من المدن المصرية، لاسيما في القاهرة والجيزة والإسكندرية، ومنذ ظهورها في بدايات القرن الماضي، مارسها بعض الوافدين من محافظات الجنوب، وكانت لهم هيبة ومكانة، وقاموا بحراسة القصور والعمارات في الأحياء الراقية. وبظهور الأبراج السكنية و"الكمباوند" تراجعت الصورة التقليدية للبواب، وتولّت شركات الحراسة المهمة، وأصبح هناك مجموعة من أفراد الأمن يرتدون زياً خاصاً، وبعضهم من ذوي المؤهلات العليا.يقول أحمد إبراهيم (حارس عقار في حي المهندسين بمحافظة الجيزة)، لـ"الجريدة"، إن "البواب مهنة قديمة تتوارثها الأجيال، ولن تنقرض"، لافتاً إلى أنه يعمل فيها منذ عشرين سنة، ومهامها ليست قاصرة على الحراسة فقط، بل تتعلق بأمور النظافة وجلب الطلبات للسكان، مما يكسبها أهمية.
في المقابل، يقول سعد حسين (موظف أمن في مجمع سكني في القاهرة) إن "صورة البواب التقليدي الذي يجلس على دكة خشبية في مدخل العقار تغيرت بمرور الزمن، وأصبح يمارسها قطاع كبير من الشباب، ولم تعد قاصرة على فرد أو اثنين، بل طاقم مكون من مجموعة أفراد، لهم مواعيد دوام منتظمة ويتابعون عملهم على مكتب وليس دكة، والمهنة تخضع لشروط أهمها المستوى التعليمي واللباقة في التعامل مع السكان أو الزائرين".عن تحولات مهنة البواب، توضح خبيرة التنمية البشرية، رحاب العوضي أن "هذه المهنة شملها التطور خلال العقدين الأخيرين، واستوعبت قدراً كبيراً من العمالة بين الشباب من ذوي المؤهلات العليا والمتوسطة، لاسيما بعد ظهور الأبراج والمجمعات السكنية (الكمباوند)، وبذلك فتحت نافذة جديدة لاستثمار طاقات الخريجين بآليات عمل عصري، وبعائد مادي مناسب".