مازالت أجواء الاستنفار الأمني مسيطرة على الحكومة المصرية أمس، بعد ثلاثة أيام من الهجوم الإرهابي الضخم في شمالي سيناء، والذي خلّف ما لا يقل عن 23 قتيلا من قوات الجيش المصري، بحسب تقارير غير رسمية، وفيما أعلن تمديد حظر التجوال في بعض مدن محافظة شمال سيناء، علمت «الجريدة» أمس، أن عملية أمنية تجرى على الشريط الحدودي شمالي سيناء، تحمل اسم «الفرعون الغاضب»، تستهدف ضرب معسكرات تدريب العناصر الإرهابية. قال مصدر مطلع لـ«الجريدة» إن عناصر من القوات الجوية المصرية بدأت مهام تطهير خط الشريط الحدودي مع قطاع غزة من البؤر الإرهابية، والأنفاق التي يتخفي بها تلك العناصر، والوسائل التي يتم استخدامها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية داخل سيناء، مشيرا إلى أن ضربات جوية استهدفت «دكّ» الخط الحدودي مع قطاع غزة، جرى خلالها تدمير سيارات دفع رباعي للعناصر الإرهابية، بالإضافة إلى قتل عدد كبير من العناصر الإرهابية الموالية لتنظيم «داعش» داخل معسكرات تدريبهم.

وقالت مصادر أهلية في سيناء لـ»الجريدة» إن قوات الأمن تواصل حملاتها لملاحقة العناصر الإرهابية التي تورطت في الهجوم على كمين البرث الجمعة الماضي، وانه تمت مشاهدة أرتال من المدرعات في اتجاه جنوبي الشيخ زويد ورفح، مع وجود غطاء جوي، لتدمير أكمنة العناصر الإرهابية في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة، كما نفذت قوات الشرطة حملات أمنية أمس لضبط الخارجين على القانون في مدن شمالي سيناء، فيما تلقت قوات الشرطة بلاغا باختطاف رجل وطفل في حادثين منفصلين في العريش، وتم اقتيادهما إلى جهة غير معلومة.

Ad

وكان رئيس الحكومة شريف إسماعيل، أصدر أمس الأول، قراراً بتمديد حظر التجوال في المنطقة الواقعة شمالا بين رفح شرقا والعريش غربا، وجنوبا من العوجة على خط الحدود الدولية شرقا وجبل الحلال غربا، وهو القرار الذي يتم تمديده بصورة اعتيادية كل ثلاثة أشهر، منذ هجوم إرهابي ضخم على كمين كرم القواديس وسط سيناء أكتوبر 2014.

وبدأ العمل بالقرار منذ أمس، ويتم فرض الحظر من السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي، عدا مدينة العريش والطريق الدولي من كمين الميدان حتى مدخل العريش، إذ يكون الحظر فيها من الواحدة صباحاً حتى الخامسة من صباح اليوم نفسه، وتعيش مصر كلها تحت إعلان حالة الطوارئ المعلنة منذ أبريل الماضي بعد هجومين إرهابيين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية، وتم تمديد إعلان الطوارئ مدة أشهر إضافية بدأت أمس.

خلية أسيوط

في غضون ذلك، وجهت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ضربة استباقية جديدة للبؤر الإرهابية، إذ لقي 6 من العناصر الإرهابية مقتلهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بأسيوط أمس. وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني مفادها اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية المعتنقة لأفكار «داعش» من إحدى الشقق السكنية بنطاق مركز ديروط بمحافظة أسيوط، وكراً تنظيمياً لهم، والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بنطاق محافظات الوجه القبلي. وأضافت «الداخلية» أنه تم التعامل مع تلك المعلومات وتحديد الوكر الذي يختبئ فيه هؤلاء العناصر، وقامت القوات بمداهمته، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، لضبطهم، إلا أنهم حال استشعارهم باقتراب القوات، بادروا بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، فتم التعامل معهم مما نتج عنه مقتل العناصر الموجودة وعددهم ستة أشخاص، وجار العمل على تحديد هويتهم.

وكان وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، عقد اجتماعا مساء أمس الأول، مع مساعديه وقيادات الوزارة، لمراجعة الخطط الأمنية، وقال خلال الاجتماع إن هناك قوى داخلية وخارجية مازالت تسعى جاهدة لتوظيف الإرهاب، لهدم ركائز واستقرار الدولة المصرية، ووقف مسيرتها وعرقلة طموحات مستقبل شعبها.

مناورات بحرية

في سياق منفصل، أعلنت القوات المسلحة المصرية تنفيذ وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية أنشطة وفعاليات التدريب البحري المشترك «كليوباترا 2017»، والذي يستمر عدة أيام في المياه الإقليمية المصرية بنطاق البحرين المتوسط والأحمر، وذلك تأكيداً لعلاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي والعسكري بين مصر وفرنسا. ويشارك في التدريب العديد من الوحدات والقطع البحرية من بينها حاملتا المروحيات من طراز «ميسترال» المصرية والفرنسية، وعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ، وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات من الجانبين، بمشاركة المقاتلات متعددة المهام من طراز «اف 16» المصرية، ويشمل التدريب قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال هجومية ودفاعية مشتركة.