غداة إصدار بيان كويتي - أميركي - بريطاني مشترك ناشد أطراف "أزمة قطر" سرعة إنهاء الخلاف عبر الحوار، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي زار الدوحة أمس، قادماً من الكويت أن جولته المكوكية في الخليج، التي يستكملها اليوم في السعودية تهدف إلى احتواء الأزمة.وأعرب عن أمله في إحراز تقدم في مساعي حلحلة جهود حل الأزمة، مشدداً على أن واشنطن تعمل لمنع الخلاف من التفاقم وتجنب أي تصعيد إضافي.
وقال تيلرسون لصحافيين عقب لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: "لدي أمل بأننا قادرون على إحراز تقدم لدفع الأمور نحو الحل".ورأى الوزير الأميركي أن قطر "كانت واضحة جداً في موقفها وواقعية، ونحن نريد أن نناقش الآن كيفية المضي قدماً، وهذا هو الغرض من مجيئي". ومن المنتظر أن يزور تيلرسون، الذي دشن انخراطاً مباشراً لواشنطن في الأزمة، السعودية اليوم، بهدف كسر الجمود في مساعي احتواء الخلاف بعد سحب الدول الأربع لقائمة مطالب تضمنت 13 بنداً معتبرة أن الرد القطري، الذي جاء عبر الوسيط الكويتي، سلبي، وتعهدت باتخاذ إجراءات جديدة للضغط على الدوحة من أجل "تصحيح مسارها". وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن تيلرسون سيحضر اليوم في جدة اجتماعاً لوزراء خارجية الدول الأربع لمناقشة أزمة قطر. ويفترض أن تستغرق جولة تيلرسون في المنطقة أربعة أيام، فيما ذكرت تقارير أنها ستستغرق أسبوعاً، وهي تعقب جولتين مماثلتين لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ووزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل.
مذكرة تفاهم
وعقد تيلرسون ونظيره القطري مؤتمراً مشتركاً عصر أمس، كشفا خلاله عن توقيع الدوحة وواشنطن لمذكرة تفاهم بشأن مكافحة تمويل الإرهاب.وأوضح عبدالرحمن، أن ما تم توقيعه برنامج تنفيذي هو الأول من نوعه ولا علاقة له بالأزمة الحالية، داعياً الدول الأربع للانضمام إليه.وقال تيلرسون، إن الاتفاق يعكس التفاهمات، التي جرت خلال الفترة السابقة مع الدوحة، مؤكداً تقدير بلاده لدور قطر في مكافحة الإرهاب وتمويله.وأكد تيلرسون أن دور بلاده في الأزمة الحالية بين قطر والدول الأربع هو دعم الوساطة الكويتية.ورداً على سؤال بشأن توقيت تسريب بنود اتفاق "الرياض 2013"، اعتبر عبدالرحمن أن التسريب، مساء اليوم الأول، يهدف إلى التأثير سلباً على جهود الوساطة الكويتية. واتهم الدول الأربع بالوقوف خلفه.وقال عبدالرحمن إن بلاده التزمت بكل بنود الاتفاق "الذي كان جماعياً ولا يعني قطر وحدها".مناشدة ثلاثية
وكانت الكويت والولايات المتحدة وبريطانيا أصدرت بياناً مشتركاً مساء اليوم الأول، أعربت فيه عن "عميق القلق" جراء استمرار الأزمة، مناشدة جميع الأطراف العمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار.وجدد الجانبان الأميركي والبريطاني "دعمهما الكامل للوساطة الكويتية ومساعي وجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة.وجاء ذلك عقب اجتماع مشترك عقده رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية صباح الخالد، مع كل من تيلرسون ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل في قصر بيان.اتفاق الرياض
في غضون ذلك، سعت الدول الأربع لتصعيد الضغوط على قطر فيما يتصل باتهامات بدعمها للإرهاب، قائلة، إن بنود "اتفاق 2013" الذي كان سرياً بين الرياض وأبوظبي والمنامة من جهة، والدوحة من جهة أخرى قبل أن يخرج للعلن اليوم الأول، تظهر أن قطر خرقت تعهداً بعدم التدخل في شؤون دول الخليج.وكانت قناة (سي.إن.إن) أول من نشر نص الاتفاق، الذي كان الكل يعلم بأمره لكن بنوده لم تعلن قط من قبل، ثم نشره مسؤولون سعوديون لاحقاً على وسائل التواصل الاجتماعي.وفي بيان مشترك قالت البحرين ومصر والسعودية والإمارات إن الاتفاق الذي يهدف إلى تسوية خلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين "يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به".وتظهر وثائق الاتفاق وآليته التنفيذية عام 2014، من أجل ضبط السلوك القطري تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، موافقة الدوحة على إجراءات قد تتخذ حيالها إذا لم تلتزم بالاتفاق.وتضمن الاتفاق بنداً ينص على أنه "في حال عدم الالتزام بهذه الآلية، فلبقية دول المجلس اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها واستقرارها".واتفقت الأطراف في الوثيقة على الكف عن دعم أي تيارات سياسية تمثل تهديداً على أي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وتمهيد الطريق أمام رحيل زعماء جماعة "الإخوان المسلمين" من خارج دول المجلس عن المنطقة.ويُذكر أن وثائق الرياض نصت على "التزام جميع الدول بنهج سياسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعم مصر والإسهام في أمنها واستقرارها والمساهمة في دعمها اقتصادياً، وإيقاف كل النشاطات الإعلامية الموجهة ضد مصر في جميع وسائل الإعلام بصفة مباشرة أو غير مباشرة، بما في ذلك ما يبث من إساءات على قنوات الجزيرة وقناة مصر مباشر، والسعي لإيقاف ما ينشر من إساءات في الإعلام المصري".دفاع قطري
في المقابل، ردت قطر باتهام السعودية والإمارات بالخروج عن إطار اتفاق "الرياض 2013" وإطلاق "هجوم وادعاءات غير مبررة بهدف الاعتداء على سيادة دولة قطر".وقالت الدوحة، إن الهدف من اتفاق الرياض كان ضمان وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون مع التأكيد على سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.ونفى مدير مكتب الاتصال الحكومي سيف بن حمد في تصريحات رسمية أن تكون قائمة المطالب الـ13 لها علاقة باتفاق 2013.وقال بن حمد إن طلبات وادعاءات الدول الأربع بعضها لا أساس له من الصحة والباقي اعتداء غير مشروع وغير مبرر وغير مسبوق على سيادة دولة قطر ويخالف جميع المواثيق الدولية والإقليمية.وتضمنت المطالب الـ13 وقف الدعم القطري المزعوم للجماعات المتطرفة وإغلاق قناة "الجزيرة" وقاعدة عسكرية تركية في قطر والحد من علاقات الدوحة بإيران.من جانب آخر، تأسفت الدوحة اليوم لما وصفته بـ"انحياز" منظمة التعاون الإسلامي لطرف دون الآخر فيما يتعلق بالأزمة الخليجية.