خرج عراقيون تلقائياً إلى شوارع العاصمة بغداد والبصرة ومدن عدة للاحتفال بعد إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي رسميا مساء أمس ، تحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش».

واحتشد المئات في ساحة التحرير وسط بغداد للتعبير عن سعادتهم بالإعلان، وأطلق قائدو المركبات أبواقها، ورفعوا العلم العراقي عليها، وردد المحتفلون أهازيجهم وأغنياتهم بمناسبة «النصر الكبير».

Ad

وباستعادة الموصل يكون العراق قد استعاد آخر المدن الكبيرة التي كانت في قبضة التنظيم الإرهابي، ولم يتبق تحت سيطرته سوى خمس مناطق متفرقة، هي تلعفر في محافظة نينوى، والحويجة بمحافظة كركوك، وأقضية عانه وراوه والقائم في أقصى غرب محافظة الأنبار على المثلث الحدودي العراقي- السوري- الأردني.

تاوسند

من ناحيته، دعا قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ستيفن تاوسند إلى التواصل والتصالح مع «العراقيين السّنة وجعلهم يشعرون بأن الحكومة العراقية تمثلهم»، لمنع «داعش» من طرح نفسه بصورة جديدة.

وقال تاوسند في مقابلة مع «بي بي سي»، إن «مقاتلي داعش ما زالوا في العراق»، محذرا من أن «الحرب ضد التنظيم لم تنته بعد رغم الانتصار التاريخي في الموصل».

الصدر

وبارك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء أمس الأول، تحرير مدينة الموصل بالكامل، ودعا الى «حصر السلاح بيد الدولة، فإن بقاءه بيد البعض سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه، ولكي لا نكرر مأساة الموصل يجب محاسبة المقصرين بسقوط المدينة بيد الإرهابيين»، داعيا الى «حصر السلاح بيد الدولة وتأمين الحدود لاسيما من الغربية منها».

تهانٍ

وتوالت التهاني العربية والدولية على العراق. ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول، بـ»انتصار» القوات العراقية على «داعش» في الموصل، مؤكدا أنه مؤشر على أن «أيام التنظيم في العراق وسورية أصبحت معدودة، مؤكدا أنه «سنواصل العمل على تدمير التنظيم بالكامل».

وقال ترامب إن «قوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الكبير حررت مدينة الموصل من كابوس طويل عاشته تحت حكم التنظيم».

كما غرد ترامب أمس قائلا: «انتصارات كبيرة تتم على داعش».

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن «تحرير» الموصل يمثل «مرحلة حاسمة» في القتال ضد «داعش»، مشددا في الوقت نفسه على «أنه لا يزال من الضروري القيام بالكثير لقهر هذا العدو، وأن التحالف الدولي سيبقى الى جانب شركائنا العراقيين للتأكد من أن التنظيم سيقهر حيث لا يزال في العراق».

وشدد على أن الولايات المتحدة مع حلفائها وتحت إشراف بغداد «ستواصل العمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة لضمان الاستقرار في المناطق المحررة في الموصل عبر السعي لعودة المدنيين النازحين الى بيوتهم».

الأمم المتحدة

ووجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين نداء أمس لإحقاق «العدالة» و«المصالحة»، بعد استعادة الموصل.

وقال مفوض حقوق الانسان في بيان نشر في جنيف، إن على العراق «مواجهة سلسلة من التحديات في مجال حقوق الإنسان وقد تؤدي في حال لم يقم بذلك، الى مزيد من العنف والمعاناة».

وقال إن «نساء وأطفال ورجال الموصل عاشوا جحيما على الأرض، وعانوا من تصرفات منحرفة ووحشية لا توصف»، مؤكدا انه «عندما تسمح الأوضاع الميدانية، على الحكومة العراقية اصلاح دولة الحقوق وضمان احترام حقوق الإنسان وحاجات المدنيين الأساسية في المناطق المستعادة من داعش».

تهديدات الطيباوي

وفي تصريحات ستثير أزمة جديدة بين بغداد وأربيل، أكد القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي أمس ضرورة «إخضاع كامل الأراضي العراقية لسيطرة الدولة ومنها سهل نينوى وجميع الأراضي التي تسيطر عليها قوات البيشمركة» الكردية.

وهدد الطيباوي بمهاجمة القوات الكردية، قائلا: «لا نستبعد استخدام القوة ضد قوات البيشمركة في حال رفضت الانصياع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتسليم الأراضي المحررة للقوات الأمنية»، محذرا «رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني من مغبة التمسك بالأراضي المحررة».

وأكد أنه «في حال رفض البارزاني الانصياع لأوامر للعبادي، فإننا لن نكتفي بطرد قوات البيشمركة من المناطق المحررة، بل سنقف على مشارف محافظات الإقليم».

الخزعلي

أما الأمين العام لـ»عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة المسلحة قيس الخزعلي فقد دعا الاكراد الى إلغاء الاستفتاء بشأن تقرير المصير المقرر في 25 سبتمبر المقبل، مطالباً السُّنة بـ«اختيار الأفضل لبناء مستقبلكم ومدنكم ورفض المحاصصة».