«العمل» الإسرائيلي يختار رجل أعمال يمينياً زعيماً

غاباي عصامي من أصل مغربي ينوي إعادة الحياة إلى اليسار

نشر في 11-07-2017
آخر تحديث 11-07-2017 | 21:45
غاباي في تل أبيب بعد إعلان فوزه مساء أمس	(رويترز)
غاباي في تل أبيب بعد إعلان فوزه مساء أمس (رويترز)
أقدم حزب العمل (يسار الوسط) المعارض في إسرائيل على مجازفة عبر انتخابه رجل الأعمال السابق آفي غاباي الذي انضم أخيراً إلى الحزب، زعيماً له، آملاً مقاربةً جديدة تسمح للحزب بإطاحة رئيس الوزراء اليميني زعيم حزب «ليكود» بنيامين نتنياهو.

وغاباي (50 عاما) نشأ في عائلة من الطبقة العاملة في القدس ومعروف بأنه رجل عصامي. كان رئيساً لشركة «بيزك» الاسرائيلية الكبيرة للاتصالات، وخدم أيضاً برتبة ميجور في وحدة النخبة في الاستخبارات الإسرائيلية.

لم يشغل من قبل منصب نائب في البرلمان (الكنيست)، لكنه تولى وزارة البيئة في عامي 2015 و2016 في حكومة بزعامة نتنياهو واستقال في مايو 2016 احتجاجا على تعيين افيغدور ليببرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» القومي العلماني المتطرف وزيرا للدفاع.

في عام 2014، اسس حزب «كولانا» (كلنا) اليميني الوسطي مع الوزير السابق من حزب «ليكود» موشيه كحلون. وفي ديسمبر الماضي، انضم الى حزب العمل.

ويشكل غاباي نموذجاً بعيداً عن الصورة النمطية لزعيم حزب العمل الذي طالما كان مهما في إسرائيل، لكن شهد في الآونة الاخيرة تراجعا كبيرا في شعبيته وتأثيره.

وقارن البعض صعود نجمه بسرعة مع صعود نجم الرئيس الفرنسي الشاب ايمانويل ماكرون.

مغربي

وأحد العناصر الجاذبة في غاباي هي اصوله الشرقية كيهودي من عائلة هاجرت من المغرب. ولطالما اعتبر حزب العمل في الدولة العبرية حزبا للنخبة المؤلفة من اليهود الغربيين (الاشكناز) الذين قدموا من اوروبا. والمفارقة ان منافسه الذي حل ثانيا هو زعيم الحزب السابق النقابي المعروف وزير الدفاع السابق عمير بيريتس وهو من مواليد المغرب.

وكتب غاباي على صفحته في فيسبوك انه يجسد «الامل والتغيير»، وسيبذل جهودا من اجل «اعادة الحياة» الى حزب العمل. وقام صباح أمس غداة فوزه بزعامة الحزب بجولة على دراجته الهوائية في حيه في مدينة تل ابيب. وقال للصحافيين امام بيته «هذا صباح امل جديد» مشيرا ان «مهمتنا الان تتمثل بالشروع في الرحلة التي ستحقق آمال المواطنين الاسرائيليين».

ومن المقرر اجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في اسرائيل في عام 2019، مما يمنح غاباي بعض الوقت لتعزيز قاعدته الجماهيرية في حال بقاء الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو في الحكم.

ويرى محللون ان حزب العمل سيشهد ارتفاعا في حال اجراء انتخابات على المدى القصير بسبب الحماس المحيط بانتخاب غاباي، لكنهم يتساءلون ان كان بإمكانه الحفاظ على تلك الشعبية.

وعند توليه منصب وزير، لم يدل غاباي كثيرا بآرائه حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي الذي يعد موضوعا رئيسيا لأي منافس على رئاسة الحكومة. ويتخذ غاباي مواقف وسطية تجاه القضية الفلسطينية، داعيا الى اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش الى جانب إسرائيل. ويراقب السياسيون عن كثب امكانية انهيار ائتلاف نتنياهو، بسبب تحقيقات حول قضايا فساد متعلقة برئيس الحكومة. وقالت المعلقة سيما كدمون في صحيفة «يديعوت احرونوت» ان «هذا وقت التغييرات، هذا واضح في جميع انحاء العالم واسرائيل ايضا تشكل جزءا من هذه النزعة».

وأضافت «ولكن ليس هذا فحسب. لسنوات كثيرة، اعتبر حزب العمل بمثابة حزب ميت. وكان انتخاب غاباي طريقته في اختيار الحياة».

back to top