استهل الوفد الحكومي الصيني، الذي وصل البلاد قبل يومين لقاءاته أمس مع كبار المسؤولين في البلاد لبحث المستجدات والدراسات المتعلقة بخطة التنمية في الكويت، وسبل المساهمة في إحياء طريق الحرير القديم، عبر إنشاء مشروعات استراتيجية، منها «مدينة الحرير وضواحيها» و«تطوير الجزر الكويتية الخمس».في السياق، استقبل وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد المدير العام لبنك الصين للتنمية دونغ شينغ ووفد الخبراء الصينيين المفوض من مجلس التنمية والإصلاح المرافق له.
وعقد الجانبان اجتماعاً بشأن بحث رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد (كويت 2035).حضر الاجتماع سفير الكويت لدى بكين سميح حيات والقائم بالأعمال في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد جانغ يولي وعبداللطيف المشارى وخالد بن شبعان.وبحثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، امس، مع الوفد الصيني سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي.وقالت الصبيح لـ»كونا»، ان اللقاء الذي عقد بمقر الأمانة العامة للتخطيط والتنمية جاء بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية المشتركة إلى مستويات جديدة.
تعاون إسكاني
واستقبل وزير الدولة لشؤون الإسكان وزير الدولة لشؤون الخدمات ياسر أبل أمس الوفد الصيني، حيث جرى بحث تعزيز التعاون المشترك لاسيما في قطاعي الإسكان والاتصالات.وقال أبل لـ«كونا» عقب اللقاء، إن الشركات الصينية وقعت خلال الفترة القصيرة الماضية عقوداً في قطاعي الإسكان والاتصالات مما يعكس النتائج الإيجابية للزيارات الثنائية.وأوضح أن شركة صينية وقعت أخيراً عقداً لإنشاء وتأسيس البنى التحتية والطرق لنحو 18 ألف وحدة سكنية في مشروع مدينة جنوب المطلاع بقيمة 215 مليون دينار.وذكر أن وزارة الخدمات وقعت أخيراً مع شركة هواوي الصينية عقداً لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الألياف الضوئية في الكويت بحوالي 22 مليون دينار.وأكد أن تنوع القطاعات، التي تقوم الشركات الصينية بتنفيذ مشروعاتها داخل دولة الكويت يعكس الإصرار المشترك على تنميتها والوصول إلى مستويات جديدة والسعي وراء تعميق العلاقات الثنائية.ولفت إلى أن العلاقات الصينية الكويتية «تتعمق بشكل دائم ومستمر وتنمو مع تزايد عدد الشركات الصينية العاملة بالكويت» مبيناً أن زيارة الوفد الصيني تأتي لتعزيز التعاون ولدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ولتطوير العلاقة الخاصة بين الشركات الصينية من جهة والمؤسسة العامة للرعاية السكنية الكويتية من جهة أخرى.ودعا أبل الشركات الصينية العملاقة سواء العاملة في قطاع التشييد والإعمار أو شركات مواد البناء وغيرها إلى القدوم لدولة الكويت والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة في قطاع الإسكان.تعاون نفطي وكهربائي
والتقى وزير النفط وزير الكهرباء والماء عصام المرزوق الوفد الصيني لبحث سبل التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.وقال المرزوق لـ«كونا»، إن الاجتماع بحث سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في قطاعي النفط والكهرباء والماء، مبيناً أنه استعرض للوفد احتياجات الكويت من الطاقة المستقبلية والاستثمارات في المصافي النفطية ومجمعات البتروكيماويات خارج الكويت.وأضاف أن الاجتماع تطرق إلى احتياجات الكويت من الطاقة خلال الـ 20 السنة المقبلة من حيث إنشاء المحطات سواء كانت بالوقود أو بالطاقة البديلة، مشيراً إلى استعداد الجانب الصيني لتعزيز التعاون المشترك وجذب الاستثمارات الكويتية لإنشاء مصاف جديدة في الصين.من جهته، أكد السفير حيات لـ«كونا»، أن زيارة الوفد الصيني للكويت تأتي ترسيخاً للتعاون المشترك بين الجانبين لاسيما في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار فضلاً عن مشاركة الجانب الصيني في تنفيذ المشروعات العملاقة بالبلاد.وأضاف حيات أن هذا الاجتماع يتوافق مع الرؤية الأميرية السامية (رؤية 2035) إلى جانب مبادرة (الحزام والطريق) الصينية مؤكداً وجود رغبة جادة من كلا البلدين الصديقين في ترسيخ العلاقات الثنائية المتميزة تحقيقاً لرغبة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في جعل دولة الكويت مركزاً مالياً وتجارياً.وبحث وزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع مع الوفد الصيني التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين.واستقبل المطوع أمس، السفير التركي والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث العلاقات الودية والاهتمام المشترك بين البلدين.ويضم الوفد الذي تستمر زيارته للبلاد أربعة أيام عدداً من كبار الخبراء في مختلف الجهات الحكومية الصينية في مقدمتها بنك الصين للتنمية ومجلس الدولة للتنمية والإصلاح ومعهد التخطيط المدني الصيني والجمعية الصينية لمناطق التنمية وشركة المواصلات الحكومية الصينية ومجموعة الطاقة الدولية الصينية إضافة إلى ممثلي الهيئات المعنية بالبنى التحتية والمشاريع العملاقة.وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير شؤون الديوان الأميري إلى الصين في مايو الماضي، التقى خلالها نائب الرئيس الصيني لي يوانشاو بهدف تعزيز العلاقات الثنائيةولاسيما تحقيق أهداف (رؤية 2035) لاستعادة الكويت لريادتها ودورها الإقليمي والدولي كمركز مالي وتجاري.