ابن ترامب أراد الحصول على معلومات تلحق الضرر بكلينتون من روسيا
نشر دونالد ترامب الابن النجل الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء رسائل الكترونية كشفت أنه موافق على الجهود الروسية لدعم الحملة الرئاسية لوالده وأقر فيها بأنه «يرحب» بأي معلومات تقدمها موسكو وتلحق الضرر بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.أبلغ ترامب الابن أنه سحصل على «معلومات حساسة جداً» من مصادر رفيعة تندرج في «اطار دعم الحكومة الروسية لترامب».ورد النجل الأكبر (39 عاماً) الذي يتولى حالياً إدارة أعمال والده بالقول «إذا كان مثلما تقول فإني أرحب تماماً بالأمر»، وأعدّ للقاء مع المحامية التي قدمت على أنها تمثل الحكومة الروسية، بحسب الرسائل الإلكترونية.
ونشر ترامب الابن المراسلات الإلكترونية بكاملها في تحرك أثار صدمة في واشنطن وزاد من حدة العاصفة السياسية التي تضرب الحكومة وسط شبهات بتورط أفراد من فريق ترامب الانتخابي مع موسكو للتأثير على نتيجة الانتخابات.وفي وقت متأخر الثلاثاء، قال ترامب الابن لشبكة «فوكس نيوز» انه لم يطلع والده على الاجتماع عندما لم يحصل على أي معلومات من شأنها ان تلحق الضرر بكلينتون.وتابع لمقدم البرامج شون هانيتي «كان مجرد لا شيء، لم يكن هناك ما يقال».لكنه بدا وكأنه أقر بارتكاب هفوة وقال «في عودة إلى الوراء، كنت على الأرجح سأتصرف بشكل مختلف بعض الشيء»، مضيفاً «بالنسبة إلي كان الأمر يتعلق بالحصول على معلومات عن المنافسة، كان لديهم ربما أدلة ملموسة حول كل القصص التي كنت أسمعها... لذلك اردت الاستماع لكل ذلك، لكنه لم يفض إلى شيء في الحقيقة».خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على بذل جهود كبيرة من أجل التأثير على نتيجة الانتخابات لصالح ترامب تشمل قرصنة معلوماتية وتسريب رسائل الكترونية محرجة من حسابات الديموقراطيين الإلكترونية.والمعلومات الأخيرة ستضع النجل الأكبر للرئيس في قلب التحقيقات الأميركية المتعددة التي يجريها الكونغرس ومكتب التحقيقات الفدرالي حول ما إذا كان فريق ترامب على علم بالتدخل الروسي.وقال ترامب الابن في بيان رافق الرسائل الالكترونية أنه صدق المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا «عندما قالت علناً أنها ليست مسؤولة حكومية».وسارع ترامب إلى الدفاع عن نجله وقال في بيان «ابني يتمتع بخصال عالية وأنا أشيد بشفافيته».وكان النجل الأكبر للرئيس الأميركي قال في البدء أن اللقاء مع المحامية الروسية كان للتحدث عن تبني أطفال، لكنه عاد وأعطى تفاصيل متباينة عندما بدأت الأمور تنكشف. في الرسائل التي نشرت الثلاثاء، يقول روب غولدستون المروّج المقرب من أسرة ترامب للنجل الأكبر انه علم من المغني الروسي أمين اغالاروف الذي يمثله بأن الروس لديهم معلومات محرجة عن كلينتون.وكتب غولدستون في رسالة بتاريخ 3 يونيو 2016 أن «النائب العام الروسي التقى والده اراس هذا الصباح وعرض خلال اللقاء تزويد حملة ترامب بمعلومات ووثائق رسمية يمكن أن تؤدي إلى تجريم كلينتون حول علاقاتها مع موسكو وتكون مفيدة جداً لوالدك».وتابع غولدستون «من الواضح أنها معلومات حساسة جداً وعلى مستوى رفيع لكنها جزء من جهود الحكومة الروسية لدعم ترامب بمساعدة من اراس وامين».ورد ترامب الابن في غضون أقل من عشرين دقيقة بحسب سلسلة المبادلات الالكترونية التي حملت عنوان «روسيا - كلينتون - خاص وسري».وكتب «شكراً روب أنا أقدر ذلك... إذا كان مثلما تقول فإني أرحب تماماً بالأمر خصوصاً في وقت لاحق من الصيف».وتمت الإشارة إلى المحامية الروسية في الرسائل بـ «محامية الحكومة الروسية».وقالت فيسيلنيتسكايا في مقابلة مع «ان بي سي نيوز» أنه «من الممكن أنهم كانوا ربما يسعون إلى مثل هذه المعلومات» حول حملة كلينتون، مضيفة «كانوا يريدون هذه المعلومات بأي ثمن».علّق مرشح كلينتون لمنصب نائب الرئيس تيم كاين على هذه المعلومات الجديدة الثلاثاء بأنها تتجه نحو اتهامات أكثر خطورة بالحنث بالقسم و«خيانة محتملة».وقال السناتور كاين في مقابلة منفصلة مع شبكة «ام اس ان بي سي» أن «ذلك كان يفترض أن يشكل انذاراً لهم بدلاً من أن يفتح شهيتهم».ومضى السناتور الديموقراطي رون وايدن أبعد من ذلك، وقال في مقابلة مع شبكة «ام اس ان بي سي» أن الرسائل الإلكترونية «تظهر أن الأمر لم يعد يتعلق بمعرفة ما إذا كانت هذه الحملة سعت للتواطؤ مع قوة أجنبية معادية لزعزعة الديموقراطية الأميركية بل الحد الذي بلغه هذا التعاون».من جهته، أصدر نائب الرئيس مايك بنس بياناً أعلن فيه انه لم يكن على علم باللقاء في ما يبدو أنه محاولة للنأي بالنفس عن القضية.وحذّر بعض الجمهوريين من أن اللقاء خط أحمر، وقال السناتور الجمهوري ليندساي غراهام «عقده اللقاء يطرح اشكالية، الرسالة الإلكترونية اشكالية».ورفض البيت الأبيض التعليق على الأسئلة المتعلقة بدونالد ترامب الابن، وأحال الصحافيين إلى المحامين.كما أن الرئيس ترامب ليس لديه أي التزامات علنية الأربعاء لليوم الثالث على التوالي.