الأغلبية الصامتة: فرقعة
مجلس الأمة بما فيه من تعثر في الأداء وتناقص في القيمة ليس إلا مثالاً لمكان فقد قدرته على التأثير الإيجابي، وليس كل ما يتسرب منه عن توجهات تختلط فيها الأماني بالأحقاد الشخصية يستحق الرد أو المواجهة.
لولا معزتي الكبيرة لكل من الرفيق الكبير أحمد الديين والصديق الرأسمالي بشار الصايغ لما كتبت هذا المقال. أمس نُشِر في جريدة النهار خبر مليء بالفرقعة الصحافية وفحواه تجريم الانضمام إلى التجمعات السياسية. ذلك الخبر مصدره نيابي ولم يجد صاحبه الشجاعة الكافية لأن يذكر اسمه مع الخبر على الرغم من كثرة شجعان المجلس وجرأة مواقفهم الإبداعية التي حفظها لهم التاريخ بالصوت والصورة.إنني أعلم تمام المعرفة أن بوصلة الزميل الديين دائماً ما تصيب بشأن التوجهات المقيدة للحريات، لذلك فإنه يتعامل بسرعة مع تلك الأخبار من خلال التيار التقدمي، وبنفس الحماس سواء مع موضوع صغير أو كبير، ولسان حاله "ومعظم النار من مستصغر الشرر".
أما الصديق الرأسمالي والمغرد النشيط بشار الصايغ، فاستوطن منذ زمن العالم الافتراضي وعاش فيه حتى بات يرى العالم الحقيقي كما يراه البطل "نيو" في فيلم "المصفوفة" مجرد أرقام "يا واحد يا صفر". ومَن دعت عليه أمه هو الذي يتحرش بالزميل الصايغ، حيث سيفنى هو، وتبقى تغريدات الصايغ خالدة في ضمير عالم التغريد مخزنة كدليل مادي على شخص متناقض أو أجير يقوم بمهمة محددة. وهو بحكم منصبه كأمين عام للتحالف الوطني الديمقراطي لم ولن يدع الفرقعة الصحافية التي نُشِرت في النهار تمر مرور الكرام حتى يعرف مَن يقف خلف مشروع القانون الذي يتيح فصل الموظف الذي يمارس العمل السياسي المنظم بكل ما فيه من آليات متعارفة.أختم بالقول للصديقين الديين والصايغ: هذا الموضوع مجرد بالون اختبار تافه يضاف إلى مرحلة العته السياسي التي نعيشها، فيها الكثير من الزبد وقليل من "الزبدة"... مرحلة أفرغت فيها القيمة من حواضن القيمة والمعنى والقدوة. ومجلس الأمة بما فيه من تعثر في الأداء وتناقص في القيمة ليس إلا مثالاً لمكان فقد قدرته على التأثير الإيجابي، وليس كل ما يتسرب منه عن توجهات تختلط فيها الأماني بالأحقاد الشخصية يستحق الرد أو المواجهة... احتفظوا بطاقتكم لما هو آتٍ، لأن القادم مذهل.