دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس عبر "تويتر" عن ابنه الأكبر دونالد ترامب جونيور (39 عاما) الذي وصفه بأنه "بريء"، بعد نشر رسائل إلكترونية حاول خصوم الرئيس من خلالها إذكاء التكهنات بشأن دور موسكو في وصوله إلى البيت الأبيض في 2016.وقال ترامب بعد نشر ابنه، أمس الأول، مراسلاته بشأن لقائه مع محامية تمثل موسكو، أملاً في الحصول على معلومات تلحق الضرر بمنافسته هيلاري كلينتون، ومقابلته مع "فوكس نيوز": "ابني دونالد قام بعمل جيد الليلة الماضية". وأضاف: "كان صريحا ونزيها وبريئا. هذه أكبر عملية تنكيل سياسي في التاريخ. شيء محزن".
وكان ترامب أصدر بيانا أمس الأول أكد فيه أن ابنه "يتحلى بخصال عالية، وأنا أشيد بشفافيته".وهاجم الرئيس الإعلام أمس بالقول: "تذكروا، عندما تسمعون عبارة تقول المصادر من الإعلام المزيف، فالأغلب أنها مصادر مفبركة لا وجود لها".
لم أطلع والدي
وفي وقت متأخر، أمس الأول، قال ترامب الابن لشبكة "فوكس نيوز" إنه لم يطلع والده على الاجتماع، عندما لم يحصل على أي معلومات من شأنها أن تلحق الضرر بكلينتون. وتابع لمقدم البرامج شون هانيتي "كان مجرد لا شيء. لم يكن هناك ما يقال".لكنه بدا كأنه أقر بارتكاب هفوة، وقال "في نظرة الى الوراء، كنت على الأرجح سأتصرف بشكل مختلف بعض الشيء"، مضيفاً: "بالنسبة إليّ كان الأمر يتعلق بالحصول على معلومات عن المنافسة، كان لديهم ربما أدلة ملموسة حول كل القصص التي كنت أسمعها، لذلك أردت الاستماع لكل ذلك، لكنه لم يفض الى شيء في الحقيقة".وقبلها نشر ترامب جونيور بريدا إلكترونيا تبادله مع الوسيط الموسيقي روب غولدستون، الذي عرض عليه "بعض الوثائق والمعلومات الرسمية" ضد كلينتون "ستكون مفيدة جدا لوالدك"، مؤكداً أنها تأتي في اطار جهود الحكومة الروسية لدعم والده.ورد عليه ترامب الابن في غضون دقائق: "إذا كان كما تقول، فأنا أتطلع له خصوصا في وقت لاحق في الصيف". وأظهر تبادل البريد الإلكتروني أنه تم في النهاية تحديد الموعد في التاسع من يونيو من العام الماضي في برج ترامب، أي قبل 5 أشهر من الانتخابات التي فاز بها والده.ويلجأ ترامب جونيور الى "تويتر" بنفس إقبال والده، ويرد بهجوم معاكس على أي استهداف له. يبدو اليوم مستعدا للمواجهة بينما يجد نفسه في قلب قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية.وفي مواجهة آلة الإعلام الاميركي، اختار ترامب جونيور الرد بسخرية وازدراء، بينما كان سيلجأ آخرون الى تصريحات يعدها محاموهم بعناية.وسخر ترامب الابن من منتقديه قائلا "بالطبع أنا أول شخص من فريق حملة شارك في اجتماع للاستماع الى معلومات حول المنافسة". ورد بالقول "وسائل الإعلام والديمقراطيون منهمكون تماما بهذه القضية. اذا كان هذا اللقاء السخيف كل ما عثروا عليه بعد عام فأنا أفهم شعورهم بالاحباط!"ترامب جونيور يهوى الصيد وساعد والده في عدة مشاريع من برنامج "ذي ابرنتيس" التلفزيوني وحتى تنظيم مسابقة جمال في موسكو في 2013. لكنه يعتمد الان على محاميه النيويوركي الان فوتيرفاس لمواجهة تحقيقات الكونغرس ومكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، والتي من المؤكد انها ستدقق اكثر في تحركاته.إلا أن أنصار ترامب على غرار رونالد كيسلر الصحافي السابق لدى "واشنطن بوست" يرون أن القضية تظهر خصوصا ان ترامب الابن لايزال حديث عهد بالسياسة.وتابع كيسلر "من الواضح ان موافقته على اللقاء عندما لم يكن يعلم هوية المحامية لم تكن بالفكرة الصائبة بل تصرف هاو لكنه ليس جريمة". وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها دونالد الابن عن أسلوبه الحاد، فقد قال في مقابلة مع "نيويورك تايمز" في مارس الماضي "لست مجاملا... بل اقول الاشياء كما هي".خلال الحملة الرئاسية، لفت النجل الأكبر الأنظار بخطابه القوي خلال المؤتمر الجمهوري في كليفلاند في يوليو 2016 لكنه اثار جدلا قويا عندما قارن استقبال اللاجئين السوريين بحلوى مسمومة.ضرب من الجنون
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الروسي فلاديمير بوتين أمس لوم نجل ترامب على اجتماعه مع محامية روسية بأنه ضرب من "الجنون". وقال لافروف خلال زيارته لبروكسل "اندهشت لعلمي بأن محامية روسية ونجل ترامب يتعرضان للوم بسبب اجتماع. بالنسبة إلي هذا جنون". وأضاف "لأنه عندما يتحدث أي شخص لمحام ما هي المشكلة أو التهديد الذي ربما ينجم عن ذلك؟ لم يكن لدي علم مسبق بهذا الأمر وعلمت به من التلفزيون".