مصر| السيسي: لا حلول وسط في مكافحة الإرهاب ومموليه
• الحكومة تصرف العلاوة
• الجيش يدفع بتعزيزات لسيناء... وتصفية عنصر لـ «حسم» في المرج
دفع الجيش المصري بتعزيزات، مع استمرار العمليات العسكرية لتطهير سيناء من بؤر الإرهابيين، في وقت أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر لن تتراجع عن موقفها الرافض لدعم الإرهاب وتمويله، بينما أعلنت وزارة الداخلية مقتل أحد عناصر حركة حسم في اشتباك مسلح بحي المرج على أطراف القاهرة.
شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على عدم تراجع مصر عن موقفها الرافض لدعم الإرهاب وتمويله، مشيرا إلى أنه لا توجد حلول وسط فيما يتعلق بأرواح الأبرياء والحفاظ على مقدرات الشعوب.وقال السيسي، خلال استقباله وزراء الإعلام العرب المشاركين في اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية، إن الإرهاب تسبب في أضرار فادحة للأمة العربية خلال السنوات الماضية، سواء على صعيد خسارة الأرواح التي لا تقدر بثمن، أو الدمار المادي والاقتصادي، وشدد على أن مواجهته بحسم وقوة باتت واجبة على المستويات كلها، ومن خلال استراتيجية شاملة تراعي جميع أبعاد هذه الظاهرة، خاصة فيما يتعلق برسالة الإعلام في نشر المعلومات الصحيحة وبث قيم التسامح والتنوير.وأكد السيسي، بحسب بيان رسمي للرئاسة المصرية، أن القاهرة تحرص كمبدأ ثابت في سياستها الخارجية على عدم التدخل في شؤون الدول، وعدم التآمر أو الإضرار بأحد خاصة من دول الجوار، مشددا على أن سياسة مصر مستقلة، وتقوم على مجموعة من القيم والمبادئ النبيلة في زمن طغت فيه حسابات المصالح الضيقة فوق الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية.
وأشار إلى أهمية الدور المهم الذي يقوم به الإعلام في تشكيل الوعي الحقيقي للشعوب العربية، بما يواجه الدول العربية من تحديات وتهديدات، لاسيما في ضوء الظروف الإقليمية غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة، وانتشار خطر الإرهاب، وتهديد كيان الدولة الوطنية ذاته، وفي مواجهة الوعي الزائف الذي تعمل على تشكيله القوى والدول التي تقوم برعاية الإرهاب.في سياق منفصل، تلقى الرئيس المصري اتصالا هاتفيا من الرئيس القبرصي نيكوس أناستسيادس، تناول بحث عدد من أوجه التعاون المشترك بين البلدين، وشدد السيسي على موقف مصر الثابت والداعم لإعادة توحيد الأراضي القبرصية، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومقررات الشرعية الدولية.
دقيقة حداد
وفي أول اجتماع لمجلس الوزراء المصري، بعد الهجوم الإرهابي الضخم في سيناء، الجمعة الماضي، وقف رئيس الحكومة شريف إسماعيل بصحبة الوزراء دقيقة حداد أمس، على أرواح شهداء حادث كمين البرث في سيناء، مثمنا تضحياتهم الغالية في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يضرب سيناء.وبعد أربعة أيام من هجوم إرهابي ضخم في سيناء، خلف 23 قتيلا بصفوف القوات المسلحة، دفع الجيش بقوات جديدة إلى شبه الجزيرة المصرية أمس، لتعزيز العمليات الجارية ضد بؤر «الإرهاب». وواصلت قوات الجيش عملياتها الأمنية شمالي سيناء، على طول خط الشريط الحدودي مع قطاع غزة، في إطار عملية «الفرعون الغاضب»، بالتزامن مع الدفع بقوات جديدة تابعة للجيش الثاني الميداني إلى سيناء أمس، بهدف توسيع عمليات التمشيط وصولا إلى القضاء على جميع البؤر الإرهابية شمالي ووسط شبه الجزيرة المصرية.وقال مصدر مطلع لـ«الجريدة» إن الساعات القليلة المقبلة ستشهد عمليات تمشيط ومداهمات واسعة، وصولا إلى تدمير البؤر الإرهابية على خط الشريط الحدودي مع قطاع غزة.مقتل إرهابي
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية أمس مقتل أحد عناصر حركة حسم، الجناح المسلح لجماعة «الإخوان».وقال بيان الداخلية إنه بناء على المعلومات التي توفرت باختباء أحد الكوادر الإرهابية التابعة للحركة، بإحدى الشقق المؤجرة بمنطقة المرج، شمالي القاهرة، والذي سبق تورطه في تنفيذ العديد من الحوادث الإرهابية، وعندما توجهت القوات لإلقاء القبض عليه، فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وأسفر ذلك عن مقتل الإرهابي.تخفيف الغلاء
وفيما أعلنت أمس نتيجة الثانوية العامة في مصر بنسبة نجاح 72.4 في المئة بأقل 3 في المئة عن نتيجة العام الماضي، سعت الحكومة إلى تهدئة الرأي العام إزاء ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما لا يقل عن 40 في المئة، في أعقاب قرارات الإصلاح الاقتصادي التي تتخذها القاهرة، إذ أصدر وزير المالية عمرو الجارحي، أمس، قرارات وزارية خاصة بقواعد صرف العلاوة الخاصة وعلاوة الغلاء الاستثنائية للعاملين في الجهاز الإداري للدولة، بما يسمح بصرف هذه العلاوات مع راتب شهر يوليو الحالي.وأوضحت الوزارة أنه طبقا لهذه القرارات تمنح علاوتان، الخاصة والغلاء الاستثنائية، لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، بنسبة 10 في المئة من الأجر الأساسي، بحد أدنى 65 جنيها، وبحد أقصى 130 جنيها شهريا، كما تكون العلاوة الدورية المستحقة للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بنسبة 7 في المئة من الأجر الوظيفي، إضافة إلى علاوة غلاء استثنائية لهم بنسبة 7 في المئة من الأجر الوظيفي، بحد أدنى 65 جنيها، وأقصى 130 جنيها شهريا في العلاوتين.وعبر الجارحي عن تفاؤله بتراجع بيانات التضخم الشهرية، وقال إنها «إيجابية جدا»، وهو ما لم يشاركه فيه خبراء اقتصاد، إذ قال الخبير الاقتصادي عمر الشنيطي، لـ«الجريدة»، إن التضخم الحالي مدفوع بالعرض بسبب زيادة أسعار المحروقات والجمارك وبدء تطبيق قانون القيمة المضافة، مع تآكل القيمة الشرائية للجنيه المصري، متوقعا أن يسجل معدل التضخم زيادة قياسية خلال أغسطس المقبل، في ظل ضعف رقابة الحكومة على الأسواق، واستغلال التجار زيادة أسعار المحروقات لفرض زيادة إضافية على السلع.وحذر أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية سعيد صادق من تدني مستوى المعيشة للطبقات الوسطى والأقل دخلا، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدل الجريمة، وظهور أنماط جديدة منها، ضاربا المثل بجريمة سرقة شركة صرافة في وسط القاهرة منذ يومين، وأشار إلى أن القوى المجتمعية ستعبر عن غضبها بصور مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وربما يزيد الغضب مرحليا.
الرئيس القبرصي يبحث العلاقات الثنائية مع نظيره المصري هاتفياً