عادت قضية التدخل الروسي، المفترض، في الانتخابات الأميركية، لتُطرح بقوة في الأروقة السياسية والإعلامية بواشنطن، بعد الكشف عن لقاء دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المحامية الروسية ناتاليا فيسلنتسكايا، التي قالت إنها تمتلك معلومات تضر بهيلاري كلينتون، رغم علمه أن هذه المعلومات مصدرها الحكومة الروسية، وهدفها مساعدة والده على الفوز بالرئاسة.

ودافع الرئيس الأميركي، أمس، عن ابنه الأكبر (39 عاماً)، وقال على «تويتر»: «ابني دونالد قام بعمل جيد»، مضيفاً: «كان صريحاً ونزيهاً وبريئاً. هذه أكبر عملية تنكيل سياسي في التاريخ. شيء محزن»، بينما أصدر نائب الرئيس مايك بنس بياناً أعلن فيه أنه لم يكن على علم باللقاء، فيما يبدو أنه محاولة للنأي بالنفس عن القضية.

Ad

وكان ترامب جونيور نشر أمس الأول نسخة من مراسلاته الإلكترونية مع الوسيط الموسيقي روب غولدستون، مدير أعمال المغني الروسي الشهير أمين أغالاروف، ابن آراس أغالاروف، أحد كبار المستثمرين العقاريين، والمقرب جداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي قال صراحة إن معلومات المحامية الروسية مصدرها الحكومة الروسية.

وقالت مصادر إنه بدلاً من الاتصال بمحامي حملة والده، والطلب منه إبلاغ «إف بي آي» بمضمون ما تداوله مع المحامية في اللقاء، أخذ وجهة معاكسة، معبراً عن سعادته بتلك المعلومات، طالباً الاستعانة بها في يونيو 2016، وهو ما جرى عندما بدأ «ويكيليكس» نشر البريد الإلكتروني المقرصن من حملة كلينتون ومن الحزب الديمقراطي.

كما أجرى ترامب جونيور، أمس الأول، مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أكد فيها أنه لم يطلع والده على اللقاء مع المحامية الروسية.

وبحسب مصادر سياسية وإعلامية، بدأت فصول القضية تتكشف خلال وجود الرئيس ترامب في ألمانيا، عندما اتصلت صحيفة «نيويورك تايمز» بترامب جونيور، لطلب تعليقه على ما لديها من معلومات حول تبادله رسائل إلكترونية مع غولدستون، مشيرة إلى أنها اطلعت فعلياً على مضمون تلك الرسائل. وأضافت المصادر أنه كان من المفاجئ والمستغرب أن يعمد الرئيس ترامب إلى إطلاق سلسلة تغريدات على «تويتر»، هاجم فيها تشيلسي كلينتون، ووالدتها، والمدير السابق لـ «إف بي آي» جيمس كومي، ومدير حملة كلينتون جون بوديستا، خلال أعمال القمة، ليتضح الأمر لاحقاً بأنه كان هجوماً استباقياً من الرئيس على ما قد ينتظره بعد عودته إلى واشنطن.

في المقابل، نفى الكرملين أمس أي تورط له في لقاء دونالد ترامب جونيور بالمحامية الروسية، واصفاً ما يجري بأنه «مسلسل أميركي مستمر منذ فترة طويلة، ينافس المسلسلات الأميركية الأكثر شعبية. وينبغي ألا نكون شركاء في هذا النوع من المسلسلات».

من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الروسي فلاديمير بوتين، أمس، لوم نجل ترامب على اجتماعه مع المحامية ضرباً من «الجنون».

كما نفى رجل الأعمال الروسي أغالاروف أن يكون لعب دور وسيط بين عائلة ترامب والكرملين، وقال: «أعتقد أنه نوع من الخيال، وأجهل من يفبركه».