«البروتيجيز» يستحضر كبار المطربين المحليين والعرب غناء ولحناً

البرنامج قدم 3 فقرات فنية للخميسي والحسين والملا على مدى 7 ساعات

نشر في 14-07-2017
آخر تحديث 14-07-2017 | 00:00
غنى وعزف وحاضر د. فتحي الخميسي ومشعل حسين وسليمان الملا على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، في اليوم الفني لبرنامج "البروتيجيز".
استحضر برنامج "البروتيجيز" بفقراته الفنية الثلاث، التي امتدت من 3 عصرا حتى 9 مساء، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، مجموعة من أكبر المطربين والملحنين العرب والكويتيين، على امتداد ما يقارب قرنا من الزمان، عبر حناجر ذهبية لثلاثة من كبار المجددين في الموسيقى المحلية والعربية هم د. فتحي الخميسي، استاذ البيانو بأكاديمية الفنون المصرية، والمغني وعازف آلة الكلارينيت مشعل الحسين، والملحن الكبير سليمان الملا.

ونجح برنامج "البروتيجيز"، منذ تأسيسه قبل 9 سنوات، في تخريج أجيال استطاعوا تحقيق تميز ملحوظ في مجالاتهم العملية، وجاء انطلاقا من رغبة القائمين عليه في توفير المهارات الحياتية وزيادة وعي الشباب الكويتي، وهي المهارات التي يحتاجونها لمساعدة المجتمع.

في الفقرة الاولى، التي استمرت أكثر من ساعتين، غنى فتحي الخميسي أغاني لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزي وعبدالحليم حافظ وشادية على سبيل الاستشهاد، لتوضيح الفرق بين أغنية السينما وأغنية القاعة في المحاضرة التي القاها وجمعت بين النواحي العملية كالعزف على البيانو لعدد من موسيقى الاغاني، والناحية النظرية في استعراض تاريخ اغاني الافلام ودورها في الارتقاء بالاغنية من حالة الاطالة والملل الى البهجة والمرح والخفة والسرعة منذ بداية الثلاثينيات، ما ادى الى انصراف جمهور المستمعين عن المسرح الى السينما بولائه للأغنية الفردية وملحقاتها من ليالي ومواويل. وانتقلت بلابل مصر المغردة من خشبة المسرح الى شاشة السينما.

وكان ظهور أول فيلم مصري غنائي "أنشودة الفؤاد"، الذي غنت فيه المطربة نادرة وشاركها في البطولة والغناء الشيخ زكريا أحمد، إيذانا بانتهاء عصر المسرح الغنائي في مصر الذي شارك فيه الشيخ سلامة حجازي وكامل الخلعي وداود حسني والشيخ سيد درويش ومنيرة المهدية، ومن بعدهم أحمد صدقي والشيخ زكريا أحمد وبزوغ فجر الفيلم الغنائي.

وانتزعت السينما جمهور المسرح إلى غير رجعة، بل إن عددا من أهم المطربين تعرفوا عن طريق السينما، ومنهم محمد فوزي وهدى سلطان وكارم محمود ومحمد قنديل.

وكان الخميسي قسم مدارس التأليف الموسيقي الى 3، الأولى مدرسة كلاسيكية قديمة تزعمها محمد عثمان‏,، ثم كلاسيكية جديدة أمها سيد درويش‏، ورومانتيكية قادها القصبجي ومحمد عبدالوهاب‏، ورياض السنباطي، وجدد دماءها محمد الموجي والشريف والطويل‏.‏

وقال إن الموسيقى المصرية انقسمت بعد سيد درويش، اي بعد 1930، لتيارين مستقلين: الأغنية السينمائية والاغنية خارج السينما، أي الأغنية في المسارح والقاعات الموسيقية.

واضاف ان المسرح والسينما كانا الإطارين اللذين جمعا الفنون الاخرى "الفنون السبع الرئيسية" لكل بلاد العالم وبالذات اوروبا، وهي الرقص والموسيقى والشعر والرسم والنحت والعمارة والسينما.

وشدد على ان السينما جددت الدماء للموسيقيين بالقوانين الموسيقية الجديدة التي فرضتها، وهي اعتماد الأغنية الراقصة (أي المرتكزة على الإيقاع الراقص)، واتخاذ السرعة النشيطة، واختصار المقدمات والفواصل الآلية، والغاء قوالب الغناء الأربعة: الموال والقصيد والدور والموشح، وإلغاء المعزوفات: التقاسيم والتحميلة.

وذكر أن الأغنية السينمائية تطورت على يد عدد من الملحنين الكبار، ومنهم محمد عبدالوهاب، وفيها استبدل التخت الشرقي بفرقة موسيقية كبيرة تضم العديد من الآلات الأوركسترالية، كما أدخل على بعض الأغاني التوزيع "الهارموني". ومن السينما خرجت الموسيقى التصويرية كافتتاحية للفيلم، ومصاحبة لبعض المشاهد الدرامية.

واستغل كبار الملحنين السينما في تصغير حجم الأغنية، وتخفيف ألحانها بحيث ترددها الجماهير بلا عناء، كما أدخل الايقاعات الراقصة المأخوذة من الموسيقى الغربية، وبنى عليها بعض أغانيه كي تتماشى مع أحداث الفيلم، وابتعد عن القوالب الغنائية التقليدية باستثناء الموال والقصيدة، إبقاء لهوية الموسيقى العربية.

واختتم الخميسي الفقرة الاولى بغناء أغنية عبدالحليم حافظ "توبة" بمصاحبة كورال من اعضاء برنامج "البروتيجيز".

وقدم العازف والمغني الكويتي مشعل الحسين اغنتين في فقرته الثانية عن تطور الاغنية الكويتية هما "على خدي احط ايدي"، الحان وغناء عبدالله فضالة، وكلمات عبدالمحسن الرفاعي، والتي قالت:

على خدي احط ايدي واحاسب روحي بروحي

واقول بيدي جرحت ايدي وزدت جروحي بنوحي

أما الاغنية الثانية فكانت "الا يا اهل الهوى" من الحان عبدالله الفضالة ايضا وتقول كلماتها:

الا يا اهل الهوى واعزتالي

عديل الروح مكن بي صوابه

وقال مشعل حسين ان عملية تطوير الألحان التراثية الكويتية من أجل الوصول بها الى العالمية هو شغله الشاغل منذ 3 سنوات، واعطاه تقبل الناس للفكرة دافعا وحافزا للاستمرار في أداء مهمته التي يعتبرها رسالته، لاسيما ان الموسيقى الشرقية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، بسبب تأثر بعض الملحنين بتراث الغرب الموسيقي من جهة، وبشكل من أشكال العولمة التي وفرت تقنيات حديثة من دون شك تخدم عملية التطوير، من جهة أخرى.

وأضاف أن الهدف من إعادة توزيع موسيقى التراث الكويتي أو الأغاني القديمة الشائعة، من خلال مزج الإيقاعات أو إدخال التكنو والبوب، هو الوصول بها للعالمية، "فالمستمع الغربي معتاد على موسيقى بلاده أو قارته، وحين تندمج مع ألحان من بلد آخر يفهمها بشكل أسرع، لأنك استخدمت موسيقى ثقافته لإيصال فكرتك، وهو المطلوب لنشر جماليات موسيقى تراثنا الكويتي الأصيل ذي النكهة المميزة من حيث التراكيب البنائية والنغمات المختلفة من قادري وسامري وغيرها".

وقدم الملحن الكبير سليمان الملا في الفقرة الثالثة الاخيرة 5 اغان هي "اي معزه" و"كشفوا سر الهوى" و"نبع الهوى الصافي" و"انا لم اخنك حبيبي" و"فدوة لك".

back to top