وفاة الأميركي تشاك بلايزر المخبر الرئيس في فضائح الفيفا

نشر في 13-07-2017
آخر تحديث 13-07-2017 | 19:30
بلايزر وبلاتر
بلايزر وبلاتر
رحل المسؤول الأول عن كشف فضيحة الفساد التي هزت أركان "الفيفا" عام 2015، الأميركي تشاك بلايزر، عن عمر يناهز 72 عاماً، أمس الأول، وفق ما كشفت وسائل إعلام أميركية.
توفي الأميركي تشاك بلايزر، العضو السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والرجل النافذ في منطقة الكونكاكاف، الذي تحول إلى المخبر الرئيسي في فضائح الفساد التي ضربت الهيئة الدولية، عن 72 عاما.

ووضعت المعاناة مع السرطان حدا لحياة بلايزر، الموقوف منذ عام 2015 عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بعد أعوام طويلة طبعها أسلوب حياة باذخ وأسفار حول العالم وحب للقطط.

وقال محامو الأميركي في بيان لوكالة فرانس برس: "نشعر بالحزن الشديد، لوفاة موكلنا وصديقنا، تشاك بلايزر".

وأضاف البيان: "سوء تصرفه، والذي قبل تحمل مسؤوليته كاملة، يجب ألا يحجب تأثير تشاك الأيجابي على كرة القدم الدولية".

ويعتبر بلايزر أحد أبرز أسباب تكشف فضائح الفساد في الفيفا، إذ كان المخبر الرئيس الذي لجأ اليه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (اف بي آي)، لكشف خفايا المخالفات المالية في اتحاد أكثر لعبة شعبية عالميا، والتي أطاحت برؤوس كبيرة، أبرزها الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر.

وجنى بلايزر الملايين من كرة القدم، وعاش أسلوب حياة باذخا شمل السفر على متن طائرة خاصة، واستئجار شقة مقابل 18 ألف دولار شهريا في برج ترامب الشهير في مدينة نيويورك، وشقة أخرى في المبنى نفسه لقاء ستة آلاف دولار شهريا، مخصصة لقططه.

وتفجرت الفضيحة في مايو 2015، عشية الجمعية العمومية للاتحاد، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في زوريخ 7 مسؤولين بارزين في الفيفا، بطلب من القضاء الأميركي، الذي اتهمهم بتلقي رشى وعمولات بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينيات القرن الماضي.

وأدت سلسلة الفضائح إلى اعتقال واتهام نحو 40 مسؤولا سابقا في الفيفا، وإلى إيقاف بلاتر، الذي اضطر للاستقالة من منصبه، بعد إعادة انتخابه في العام نفسه. وخلفه مواطنه جاني إنفانتينيو في انتخابات الرئاسة في فبراير 2016.

وأوقف بلايزر عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم مدى الحياة في 9 يوليو 2015، لاعترافه بتلقي رشى وتبييض الأموال.

تشاك ندم على أفعاله

وشدد محامو بلايزر على أن "تشاك شعر بحزن عميق وندم على أفعاله. أعرب عن ندمه الصادق تجاه ناخبيه وزملائه السابقين وجميع لاعبي كرة القدم والمشجعين الذين شعروا بخيبة أمل بسبب سلوكه".

شغل بلايزر منصب الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بين 1990 و2011، وعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بين 1996 وأبريل 2013، وكان من النافذين في كرة القدم العالمية.

حليف سابق لبلاتر

لطالما اعتبر بلايزر من أبرز مسؤولي اللعبة في القارة الأميركية إلى جانب الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف السابق، وكان حليفا سابقا لبلاتر، واعترف للمحققين بالحصول على أكثر من 11 مليون دولار كرشى بين عامي 2005 و2010.

وكشفت تقارير سابقة، أن اتفاق التعاون بين بلايزر والقضاء الأميركي في نيويورك بدأ في ديسمبر 2011، عندما كان لا يزال عضوا في لجنة الفيفا، إذ وافق على المشاركة في نشاطات سرية، وفقا لتعليمات محددة من الوكلاء القانونيين ومكتب المدعي العام.

وتحدثت تقارير إعلامية عن تلقيه مبالغ باهظة خلال توليه مسؤولياته في اتحاد الكونكاكاف. وأشار تقرير للجنة النزاهة في الاتحاد عام 2013، إلى أن بلايرز حصل على أكثر من 20.6 مليون دولار كعمولات وبدلات إيجار وغيرها، بين 1996 و2011.

وبين عامي 2004 و2011، جرى تحويل نحو 26 مليون دولار من مصاريف الكونكاكاف إلى حساب مصرفي خاص تابع له.

عقد بلايزر اتفاقا مع القضاء الأميركي أقر بموجبه بالتهم الموجهة إليه طوال سنوات هيمنته على اتحاد الكونكاكاف مع وارنر، والتعاون مع التحقيق والإدلاء بشهادته، مقابل خفض عقوباته.

أقر بالذب بتهم تتضمن الابتزاز، التهرب من الضرائب، الاحتيال المالي الإلكتروني ومؤامرات لتبييض الأموال، وتلقي رشى لتغيير مسار التصويت في عمليات اختيار البلدان المضيفة لكأس العالم.

عُرف بلقب "مستر (السيد) 10 في المئة"، في إشارة إلى اتفاق مع الكونكاكاف ضمن له الحصول على 10 في المئة من عائدات الاتحاد، لكن بلايزر دافع عن نفسه، واعتبر أن هذه العائدات مكافأة لعمله في المساعدة على تعزيز صورة كرة القدم في الكونكاكاف.

وقال في تصريح سابق: "أنا مرتاح تماما، لأنني قمت بعمل ممتاز، أمضيت 21 عاما في بناء اتحاد الكونكاكاف ومسابقاته وعائداته، وأنا كنت المسؤول عن المستوى الجيد لدخله".

ينسب البعض للرجل البدين ذي الشعر الأبيض واللحية الطويلة الكثة الفضل في تعزيز اللعبة في القارة الأميركية، رغم انه لم يركل كرة في حياته.

أطلق مدونة بعنوان "أسفار مع تشاك بلايزر وأصدقاء"، خصصها لسرد رحلاته وإجازاته حول العالم، وعرض صور الأوقات التي يمضيها مع المشاهير والسياسيين، من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملكات الجمال.

من الأسباب التي أدت إلى انكشاف فساده ومحاولاته لإخفاء مستوى دخله الحقيقي، فشله في تقديم عائداته الضريبية بين 2005 و2010.

ووفق التقارير، أوقف بلايزر من عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وآخر من سلطات الضرائب الأميركية عام 2011، وهو في طريقه إلى أحد مطاعمه المفضلة في مدينة نيويورك الأميركية.

بلايزر جنى الملايين من كرة القدم وعاش أسلوب حياة باذخاً
back to top