تيلرسون يغادر الخليج... وباريس تدخل على الخط بتفاؤل
● وزير الخارجية الأميركي يجري مباحثات مع أمير قطر في الدوحة بحضور محمد العبدالله
● عبدالله بن زايد: إما أن تختار قطر التحالف مع محور الرياض - القاهرة أو «مع السلامة»
زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، قطر في زيارة مرة ثانية خلال جولته المكوكية في الخليج، وأجرى مباحثات مع الأمير تميم بن حمد عقب حضوره اجتماع الدول الأربع المقاطعة في جدة، التي أبدت إصراراً على عدم قبول «الحلول المؤقتة» للأزمة، في حين خيرت الإمارات الدوحة بين الانضمام إلى التحالف الذي يضم السعودية ومصر أو «الجانب الآخر».
عاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، إلى الدوحة قادماً من الكويت، في ختام جولته المكوكية، التي استهلها الاثنين الماضي بهدف دفع جهود الوساطة التي يقودها سمو أمير البلاد الشيخ صباح لاحتواء «أزمة قطر».وأجرى تيلرسون مباحثات مع الأمير تميم بن حمد، هي الثانية خلال جولته التي اختتمها أمس، تناولت سبل إنهاء الخلاف القطري مع الدول الأربع المقاطعة للدوحة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وأطلع الوزير الأميركي أمير قطر على نتائج محادثاته في السعودية، بعد أن أبلغته الدول الأربع إصرارها رفض الحلول المؤقتة مع الدوحة خلال الاجتماع الذي عقد في مدينة جدة أمس الأول.
وذكر موقع «العربية» السعودي أن تيلرسون سمع في جدة تمسكاً سعودياً وإماراتياً وبحرينياً ومصرياً بـ«ضرورة وقف قطر دعم الإرهاب وتمويله».وتفادى الوزير الأميركي ومسؤولون قطريون بعيد اللقاء الإجابة على أسئلة الصحافيين عما إذا تحقق تقدم على مسار حل الأزمة. وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر، لتيلرسون: «نأمل أن نراك مجدداً هنا إنما في ظروف أفضل».وكان تيلرسون أجرى في جدة، سلسلة مباحثات حول الأزمة مع العاهل السعودي الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزراء خارجية الدول المقاطعة الأربع بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، وزير الإعلام بالوكالة محمد العبدالله.
الخالد وتيلرسون
وغدات وصوله إلى الكويت قادماً من جدة مساء أمس الأول، التقى تيلرسون رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية صباح الخالد أمس بحضور محمد العبدالله، واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لحل الخلاف الخليجي ونتائج الجولة التي يقوم بها الوزير الأميركي في المنطقة.وشدد تيلرسون أمس، على أهمية دور الوساطة التي تقوم بها الكويت ودعم بلاده الكامل لجهود ومساعي سمو أمير البلاد لحل الأزمة التي بدأت في 5 يونيو الماضي.تخيير إماراتي
في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، أن هناك خيارين فقط أمام قطر في الأزمة الحالية، إما أن تكون عضواً في التحالف الذي يضم السعودية ومصر، أو أن تكون في «الجانب الآخر». وقال وزير الخارجية الإماراتي ، أمس، خلال زيارة رسمية إلى سلوفاكيا، رداً على سؤال حول مذكرة التفاهم بشأن مكافحة الإرهاب وتمويله التي وقعتها الدوحة وواشنطن، إن أرادت قطر الانضمام إلى ما وصفه بـ«التحالف» الذي يضم السعودية ومصر، فسيُرحب بها، أم إن أرادت اختيار «الجانب الآخر»، فسيُقال لها «مع السلامة». وطالب بن زايد الدوحة بفعل المزيد لتعزز مستوى الثقة فيما توقعه وما تنفذه فعلياً. لافتا إلى أن «قطر وقعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون الخليجي عامي 1993 و1994 لكنها لم تلتزم بهما».وتابع: «بالطبع نرحب بتوقيع قطر الاتفاقية ولكن أيضاً على قطر أن تقوم بجهد مضاعف في تغيير رؤية الكثير من الدول لما تقوم به من إيواء ودعم وتمويل وإبراز أصوات متطرفة وأصوات تدعو للعنف وأصوات تدعو للكراهية»، مؤكداً: «هناك رغبة حقيقية من دولنا أن نرى ذلك ولكن مهما كانت رغبتنا لن تتحقق إلا إذا كانت قطر ملتزمة بتغيير هذا المسار».وشدد الوزير الإماراتي: «نحن في المنطقة قررنا عدم السماح بأي نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة ومع جماعات إرهابية ومع جماعات تدعو للكراهية»، متابعاً أن المنطقة «عانت بما يكفي وعندما تقرر ذلك دول بحجم السعودية ومصر فنحن متفائلون. وإذا قطر تريد أن تكون عضواً في هذا التحالف أهلاً وسهلاً، أما إذا قطر تريد أن تكون في الجانب الآخر فكما نقول بالعربية، مع السلامة».تأجيل المشكلة
وحول اجتماع دول المقاطعة الأربع في جدة، قال بن زايد: «نعتقد أن هناك مسلكين لمعالجة أي أمر وهو محاولة تخفيف التوتر أو محاولة معالجة المشكلة. ولا نعتقد أن محاولة تخفيف التوتر ستعالج الأمر وإنما ستؤدي إلى تأجيل المشكلة مما سيؤدي إلى مضاعفتها في المستقبل».وأضاف: «ندرك في نفس الوقت أن هناك أخطاء حصلت في الماضي منا جميعاً، حتى الولايات المتحدة ارتكبت هذه الأخطاء، حتى أوروبا ارتكبت هذه الأخطاء، عندما قررنا في يوم من الأيام أن ندعم ما يسمى بالمجاهدين في أفغانستان، وبعد ذلك لم يتم حسم الأمر وتحولت أفغانستان إلى حرب أهلية».وأردف: «حدث نفس الأمر في الصومال والعراق واليوم نشاهده يحدث في سورية وليبيا وأعتقد إذا بدأنا باللوم والعتب على قضايا معينة لن ننتهي. ولكن الفرق بين دولنا وقطر هو الآتي: دولنا تعمل بحرص واهتمام لمواجهة ولردع الإرهاب والتطرف. فصحيح أن أنظمتنا ليست في أفضل حالة ممكنة، ويمكن تطوير أنظمتنا وقوانينا وهياكلنا بشكل كبير، ولكن الدولة القطرية هي من تمول التطرف والإرهاب والكراهية وهي من توفر لهؤلاء الإرهابيين المأوى والمنصة».ورأى الوزير الإماراتي أنه «ليس من العدل عندما نرى دولاً معينة تريد أن تكافح وتواجه التطرف والإرهاب نقول لها أنت لم تفعلي كذا، فكلنا ملامون، ولكن السؤال الحقيقي هل نحن نريد أن نضع معايير جديدة؟ نعم نريد، ولكن أيضاً في الوقت نفسه ما نطلبه اليوم من قطر هو ما نطلبه من أنفسنا ولن نطلب أن تقوم قطر بأي إجراء أو أي خطوات لا نطلب أو لا نريد أن نلتزم نحن كدول به».ترضية سريعة
ومع اختتام تيلرسون لجولته من الدوحة أمس دون أن تلوح بوادر على إنهاء الصدع الخليجي من المنتظر أن يبدأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، جولة بالمنطقة تشمل قطر والسعودية والكويت والإمارات غداً من أجل العمل على «ترضية سريعة لصالح الجميع» وتعزيزاً لجهود واشنطن ولندن وبرلين لاحتواء الأزمة.وأفادت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن مصادر دبلوماسية في باريس أن الوزير الفرنسي سيعمل على «إعادة بناء الثقة وايجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الأطراف إلى منع تدهور الأزمة»، مضيفة «علينا أن نجد حلاً».
الكل ارتكب خطأ دعم ما يسمى بـ«المجاهدين» في أفغانستان وتكرر ذلك بسورية وليبيا عبدالله بن زايد