"حسبي الله ونعم الوكيل... كفايا معاناتنا في جلسة الغسيل"... بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من الحزن والأسى، أعرب أحد مرضى الفشل الكلوي في مشفى الفيوم العام، يُدعى علي عبدالناصر (52 عاماً) عن مخاوفه لـ"الجريدة" مما يتردد بشأن استخدام فلاتر الغسيل الكلوي أكثر من مرة، وهو ما ورد قبل عدة أيام في تقرير صادر عن "المركز المصري للحق في الدواء".

التقرير كشف أن عدداً كبيراً من مراكز غسيل الكُلى، سواء الخاصة أو الحكومية تستخدم الفلاتر عدة مرات، ما يُهدِّد حياة المرضى بالموت المفاجئ، لافتاً إلى أن مصر مازالت تستخدم محلول "الأنسيتيت" في الجلسات، على الرغم من منع استخدامه على المستوى الدولي، لما يسببه من أضرار جسيمة قد تؤدي إلى تعرض المريض لهبوط مفاجئ في ضغط الدم وعضلة القلب.

Ad

وأشار المركز إلى أن عدد المترددين على وحدات الغسيل الكلوي في المشافي الحكومية، والمراكز المتخصصة، والتأمين الصحي، والمؤسسات العلاجية، والقطاع الخاص يبلغ 114 ألفاً و287 مريضاً، موضحاً أن المشافي الحكومية حازت النصيب الأكبر من إجمالي المرضى المترددين عليها، ليصل عددهم إلى نحو 52 ألفاً و885 مريضاً.

وكيل لجنة الصحة في مجلس النواب، أيمن أبوالعلا، حذَّر من خطورة الوقائع التي أشار التقرير إليها، مطالباً في تصريحات لـ"الجريدة" بسرعة التحقيق فيها من خلال تقديم بلاغات فورية إلى النائب العام والجهات الرقابية، لما يمثله ذلك من خطورة بالغة على حياة هؤلاء المرضى.

في السياق، أكد عضو اللجنة ذاتها، عصام القاضي لـ"الجريدة" أن الإهمال بات متفشياً في عدد كبير من المشافي الحكومية، مشيراً إلى أن أمراض الكلى باتت منتشرة بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بسبب تلوث المياه وغيرها من تناول العلاج بشكل خاطئ.

وشدَّد القاضي على أن ميزانية وزارة الصحة لا تكفي لتطوير المشافي وتلبية احتياجاتها على أكمل وجه، مضيفاً: "الميزانية الحالية تبلغ 62 مليار جنيه فقط، في حين أن تحقيق التقدم الصحي في مصر يحتاج إلى 90 مليار جنيه".