مهزلة... «منصَّات» و«سِلال»
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والأكثر غرابة واستغراباً أن يطلق "مسيو" دي ميستورا على ملفات النقاش والحوار بين المعارضة بكل "منصاتها"، والنظام بكل مندوبي مخابراته واستخباراته، ومن يقفون خلفهم في الغرف المشرعة الأبواب والنوافذ، اسم "السلال"، وهكذا وكأن هؤلاء وأولئك قد جاؤوا بـ"سلالهم" إلى أسواق خضراوات وفواكه، وليس إلى مناضد مواجهة أقل ما يمكن أن يقال عن تعقيداتها انها أصعب من خرط القتاد، بل وأصعب من طحن الصوان بأسنان نخرها السوس وبالية.في كل الأحوال، لابد من الإشارة إلى أن أهم ما قاله دي ميستورا بالنسبة إلى جولة جنيف الجديدة هو أن ما يسعى إليه هو وفريقه ليس الوصول إلى معارضة موحدة! "ربما لأن هذا يأخذ وقتاً أكثر"، بل الوصول على الأقل إلى مواقف موحدة إزاء قضايا مثل الدستور أو الانتخابات أو أي عنصر من "السلال الأربع"، التي تضم "الحكم" و"الدستور" و"الانتخابات" و"مكافحة الإرهاب"... إنها مهزلة المهازل أليس كذلك؟!إن هذا ما قاله المبعوث الدولي، أما ما قاله سيرغي لافروف، "والقول ما قالت حذام"، فهو ان هذه المفاوضات، التي لم يتفاوض فيها إلا دي ميستورا... ومع من؟ مع نفسه، يجب أن تركز على بعض التعديلات الشكلية في دستور بشار الأسد، ويجب أن يكون الهدف هو القضاء على الإرهاب، وأي إرهاب، وكل هذا للوصول إلى حكومة انتقالية، وليس إلى حكم انتقالي حسب "جنيف 1"، وقرار مجلس الأمن رقم 2254!