جددت الولايات المتحدة دعمها ووقوفها خلف جهود الوساطة، التي يقودها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لاحتواء الخلاف الخليجي وايجاد حل أزمة قطر، التي تواجه مقاطعة دبلوماسية وعقوبات اقتصادية من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في وقت متأخر ليل الخميس - الجمعة، إن الجولة التي يقوم بها الوزير تيلرسون إلى منطقة الخليج أخيراً هدفت إلى دعم جهود الوساطة، التي تقوم بها دولة الكويت لحل الأزمة في المنطقة ومساعدة الطرفين على الفهم الحقيقي لمخاوف كل منهما وبحث السبل الممكنة للحل"، مجددة الشكر للكويت "على العمل الدؤوب الذي بذلته للتوفيق بين كل أطراف الأزمة".
ورأت نويرت ،أنه "استنادا إلى الاجتماعات التي عقدها الوزير تيلرسون بالخليج، فإنه يؤمن بأن جعل الطرفين يتحدثان مباشرة مع بعضهما بعضاً سيشكل خطوة مقبلة مهمة ونحن نتطلع ونأمل بأن يتحقق ذلك الأمر".وأمَلت المتحدثة "أن يوافق الطرفان على القيام بذلك وسنواصل دعم سمو أمير الكويت في جهوده للوساطة".وأكدت "لقد رأينا بعض التقدم في سياق حل الأزمة ونأمل أن يكون الطرفان مستعدين للجلوس سوياً في وقت ما مستقبلاً للتحدث عن مخاوف كل منهما"، لافتة إلى أن "تحدث الطرفين إلينا واجتماعهما مع الكويتيين يمثلان خطوة في الاتجاه الصحيح ونحن متفائلون إلى حد ما".
خلاف معقد
في غضون ذلك، اعتبر تيلرسون الذي اختتم جولة مكوكية في المنطقة استغرقت 4 أيام، أمس الأول، أن المحادثات الدبلوماسية التي أجراها قد تكون قرّبت أطراف الأزمة من الحوار المباشر، لكنه نبه إلى أن الحل قد يستغرق مدة من الزمن.وتحدث تيلرسون في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة لدى عودته من جولته الخليجية عما سماه انفتاح على محادثات مباشرة بين تلك الأطراف، وكشف بأنه طرح وثائق على الأطراف، التي التقى بها في الكويت السعودية والدوحة تحدد طرقاً لإحراز تقدم.ووصف في تصريحاته التي نقلها موقع "سي.إن.إن" بعض الجوانب الخلافية بين الأطراف بأنه "معقّد"، بينما يبدو بعضها "عاطفياً".وخلال زيارته للدوحة وقع تيلرسون اتفاقاً أميركياً قطرياً يتعلق بتمويل الإرهاب في محاولة للمساعدة في تخفيف الأزمة، لكن معارضي قطر قالوا، إن "الخطوة غير كافية لتهدئة مخاوفهم".تحركات دبلوماسية
وبعد يوم من انتهاء أول تحرك دبلوماسي أميركي مباشر منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم إلى المنطقة، في جولة تندرج ضمن الحراك الدبلوماسي، الذي يستهدف إنهاء الأزمة القائمة منذ ستة أسابيع.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية في باريس أن لودريان سيسعى إلى إعادة بناء الثقة وإيجاد مصالح مشتركة تدفع كل الأطراف إلى منع تفاقم الأزمة.وتأتي جولة لودريان بعد جولة تيلرسون، كذلك بعد جولتي وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ونظيره الألماني زيغمار غابرييل. وأكد أمس، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيتوجه إلى المنطقة بعد إحياء ذكرى المحاولة الانقلابية في تركيا مساء غد، في محاولة للمساهمة في جهود حل الخلاف الخليجي. وأشار إلى أن تركيا تبذل جهوداً من أجل حل هذه الأزمة، وأن إردوغان أجرى اتصالات عديدة بقادة الدول الخليجية في هذا الإطار.تمسك تركي
وبينما تراوح الأزمة مكانها، أكد وزير الخارجية التركي أمس بعد محادثات في أنقرة مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن، أن تركيا تركز كل جهودها للوصول إلى "حل يتماشى مع العلاقات الأخوية" بدول مجلس التعاون.غير أنه قال إن أنقرة ترفض فرض عقوبات على قطر. وأضاف: نرى أن حل الأزمة يكون عبر الحوار. ومفاوضات في أجواء أخوية"، ورأى أنه "لا يمكن الوصول إلى حل للأزمة عن طريق فرض المقاطعة".وتابع: "إذا كانت هناك اتهامات يجب طرح الأدلة بشكل واضح ويجب ألا تقوم المطالب بانتهاك السيادة الدولية، ويجب أن تتلاءم مع الأعراف الدولية"، مستطرداً: "أنا من الذين شهدوا بأم عينهم الموقف الذي يؤكد موقف قطر بمكافحة الإرهاب والاتفاقية الموقعة بين قطر وأميركا تظهر مدى مصداقية قطر"، مشيراً إلى مذكرة التفاهم حول مكافحة الإرهاب التي وُقعت في الدوحة خلال زيارة تيلرسون، الثلاثاء الماضي.وشدد أوغلو على دعم أنقرة لجهود وساطة تيلرسون، معلقاً أنه "من المتوقع أن تتبلور نتائج بمرحلة متوسطة لذلك يجب ألا نتحدث عن فشل".وحول القاعدة العسكرية التركية في قطر، التي تردد أن الدول الأربع طالبت بوقف إنشائها، قال أوغلو: "اتفاق القاعدة العسكرية التركية في قطر هو اتفاق بين دولتين لهما سيادتيهما، زلا علاقة لأي دولة ثالثة".وأرسلت تركيا 200 طائرة شحن تحمل إمدادات إلى قطر منذ إغلاق جيرانها المجال الجوي والبحري أمامها. ولا تملك قطر حدوداً برية سوى مع السعودية.من جهته، قال وزير الخارجية القطري، إن "دول الحصار بنت مواقفها على فبركات إعلامية"، وأضاف خلال المؤتمر المشترك مع نظيره التركي: "مرت 40 يوماً ولم تقدم هذه الدول أي دليل على دعم قطر للإرهاب".واتهم عبدالرحمن دول المقاطعة بأنها "تعطل من خلال الإجراءات التي اتخذتها، دور قطر في محاربة الإرهاب".وثمن عبد الرحمن، وقوف تركيا إلى جانب بلاده ودعمها خلال هذه الأزمة.وأعرب وزير الخارجية القطري عن تطلع بلاده لأن تكلل جهود سمو أمير البلاد لحل الأزمة بالنجاح، وقال، إن موقف بلاده "واضح ومثمن جداً لسمو الشيخ صباح الأحمد، الذي يعتبره أمير قطر تميم بن حمد وكل الشعب القطري والداً لهما".وأكد أن هناك وساطة واحدة بقيادة سمو أمير الكويت تلقى دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول الأخرى ومن ضمنها تركيا.من جانبه قال جاويش أوغلو، إن "علاقاتنا مع قطر مهمة بالنسبة لنا، كما أننا نعمل سوية لتطويرها أكثر فأكثر".